نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 195
خطر غزو مصر وهدأت الحالة على الحدود؛ فلم تجد الدولة بدًّا من أن تقطع بعض هؤلاء المرتزقة شيئًا من الإقطاعيات، وتركت الباقين وشأنهم؛ حيث أخذوا يعيثون في الأرض فسادًا باغتصاب ما وقع تحت أيديهم من أموال وممتلكات ونشروا الذعر بين الناس، ولم تنتهِ الأسرة التاسعة عشرة؛ إلا وكانت الثورة قد نشبت في طول البلاد وعرضها, وتمكن شخص من أصل سوري يدعى "إرسو" من أن يعتلي العرش[1] واستبدَّ بالبلاد كما تشير إلى ذاك بردية "هاريس" التي تصف على لسان رعمسيس الثالث "ثاني ملوك الأسرة العشرين" سوء حالة البلاد, وتبين أن والده "ست نخت" تمكن من اعتلاء العرش بعد أن طرد الغاصب السوري ونجح في إعادة الاستقرار وبدأ عهدًا جديدًا؛ حيث أصلح الإدارة الحكومية وأعاد تنظيم الجيش[2]؛ ولذا يعد "ست نخت" في نظر المحدثين من المؤرخين مؤسس الأسرة العشرين. [1] يحتمل أنه كان رئيسًا للديوان في أواخر عصر الأسرة 19 وكان اسمه "باي" ثم غير اسمه بعد اعتلائه للعرش إلى "إرسو"، وقد أجبر الملكة "تاوسرت" على قبول اعتلاء ابنها الصغير "سبتاح" على العرش تحت وصياتها بدلًا من انفرادها بالحكم, ثم اغتصب العرش لنفسه بعد ذلك، انظر: JEA 44, pp 12 ff. [2] Breasted, A R IV, 397 ff.
الأسرة العشرون:
ست نخت:
أحدث سوء الحالة في نهاية عهد الأسرة السابقة واغتصاب "إرسو" السوري للعرش استياءً عامًّا, وخاصة لانتشار المرتزقة من الأجانب والتدهور الاقتصادي الذي منيت به البلاد، ولا بد أن رجال الدين تعرضوا للمتاعب ولم يأمنوا على أملاكهم ونفوذهم؛ فساهموا بنصيب وافر في تمكين "ست نخت" من اعتلاء
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 195