نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 220
هذا الأخير أن نفوذ أشور قد ازداد إلى درجة كبيرة؛ فلم يجد بدًّا من إرسال هدية إلى "سرجون الثاني" ملك أشور "721-705 ق. م"، وربما كان بخورس يرمي من وراء ذلك إلى توطيد علاقاته مع ملك أشور أو أنه كان يهدف إلى اكتساب عطفه إذا ما أراد أن يعارض نفوذ نباتا، وقد اعتبر سرجون الثاني هذه الهدية بمثابة الجزية وادعى خضوع مصر لسلطانه.
الصراع الأشوري النبتاوي على مصر:
كان لما وصلت إليه مصر من ضعف ولوجود قوتين عظيمتين في أشور ونبتة واتساع ملكهما وزيادة أطماعهما أكبر الأثر على الحالة الدولية؛ إذ كان لا بد لهاتين القوتين من أن تصطدم إحداهما بالأخرى، وقد تعود ملوك مصر منذ بداية الأسرة الثالثة والعشرين على إرسال الهدايا إلى ملوك أشور حتى يصرفوهم عن غزو مصر، ولا نكاد نعلم شيئًا عن الحالة في نبتة بعد عودة بعنخي سوى أنه توفي بعد نحو عشرة أعوام "حوالي سنة730 ق. م" وتبعه "شبكا" على العرش.
وقد بسط شبكا سلطانه على مصر ونقل عاصمته إلى الدلتا؛ ولكننا لا ندري هل تم له ذلك عن طريق الاستيلاء على مصر عنوة أم أنه وفق إلى فرض سلطانه عليها دون حاجة إلى جهد عسكري؟ وما ينسب مانيثون إلى هذا الملك أنه أحرق بخورس حيًّا كما يعتبره مؤسس الأسرة الخامسة والعشرين، كذلك يذكر بعض المؤرخين أنه لم يحكم في النوبة؛ وإنما حكم في مصر فقط. وبما أن بعنخي أخضع البلاد كلها لسلطانه بل وكان كاشتا يحكم الصعيد من قبل؛ فإنه لا يمكن اعتبار شبكا مؤسسًا للأسرة الخامسة والعشرين؛ وخاصة أنه ثبت بالدليل القاطع أن شبكا حكم مملكة مترامية الأطراف, كانت تمتد جنوبًا إلى ما وراء الشلال الرابع, كما كانت الواحات تخضع له أيضًا[1]. [1] BIFAO. 51, p. 9 n.4
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 220