نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 305
وكشفت عن آلاف من الألواح المسمارية الكتابة, بعضها باللغة الأكدية التي كانت قد عرفت, والغالبية بنفس لغة الخطابين اللذين عثر عليهما في تل العمارنة, وأمكن استنتاج أن هذه الألواح سجلات ملكية وأن بوغاز كوي كانت عاصمة الحيثيين؛ ومما أيد ذلك العثور على الأصل الحيثي للمعاهدة التي أبرمت بين شوبيلوليوما وبين رعمسيس الثاني[1].
وقد عكف الألمان على دراسة النصوص المسمارية الحيثية ونجحت محاولاتهم إلى حد كبير في تفسيرها؛ وخاصة بعد العثور على نصوص أشورية تشير إلى عدد من الأماكن والشخصيات الحيثية أمكن مطابقتها في النصوص الحيثية, كما عثر على أجزاء من معاجم لغوية دونت فيها كلمات سومرية وأكدية وحيثية في جداول متوازية، كذلك وجدت كلمات سومرية وأكدية في بعض النصوص الحيثية؛ مما ساعد كثيرًا على نجاح المحاولات التي بذلت في تقسيم المسمارية الحيثية.
ومن جهة أخرى بذل الإنجليز وغيرهم محاولات وجهودًا مضنية في سبيل تفسير الهيروغليفية الحيثية؛ ولكن يمكن القول: إن النجاح في تفسيرها ما زال محدودًا وإن كان قد ثبت أنها تمت إلى الكتابة المسمارية بصلة.
ومما هو جدير بالذكر أن النصوص المسمارية التي عثر عليها في الأناضول شملت تسع لغات مختلفة, منها أربع تمثل كل منها لغة مستقلة وهي: الأكدية والسومرية والحورية والآرية, وأربع أخرى حوت عناصر متشابهة ولكن كلًّا منها استعمل في إقليم مختلف من آسيا الصغرى, أما اللغة الباقية فكانت تنفرد بمميزات تختلف عن سائر اللغات الأخرى, وهي تعرف حاليا باسم "ما قبل الحيثية" أو "الحاتية". [1] انظر أعلاه ص189.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 305