نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 405
حامورابي عرش بابل سرعان ما أوقف تقدم العيلاميين بل وتمكن بعد 31 عامًا من أن يهزم ملكهم "ريم سن". وبعد عدة محاولات فاشلة من جانب ملوك عيلام حاولوا فيها الاحتفاظ بسلطانهم على لارسا اختفت عيلام لمدة قرن من الزمان, ثم أعيد بناؤها بضع عشرات من السنين, واختفت بعد ذلك على إثر غزوات الكاشيين.
وأول ما يطالعنا من النصوص عن الكاشيين في بابل هو ما يذكره خليفة حامورابي من أنه صد هجومًا لجيش من الكاشيين؛ ولكن مع ذلك يبدو أنهم تمكنوا في النهاية من التسلل إلى بابل كمهاجرين مسالمين لمدة قرن ونصف تقريبًا, ثم استطاعوا أن يستأثروا فيها بالسلطة في حوالي القرن 18 ق. م. وتعد سيطرتهم في بلاد النهرين أطول سيادة أجنبية فرضت فيها[1], ومع ذلك لم يدخلوا عناصر حضارية جديدة تستحق الذكر، وتدل شواهد الأحوال على أنهم كانوا على صلات بمصر في عهد العمارنة. ويظهر أن مملكة أشور استطاعت أن تنهض وعقدت بينها وبينهم معاهدة على إثر حملة قام بها ملك أشور "أددنيراري الأول"، وقد اتفق فيها على الحدود, ثم عادت النهضة من جديد في عيلام؛ إلا أن الكاشيين ظلوا قابضين على ناصية الأمور في بابل؛ ولكنهم أصبحوا غاية في الضعف حيث إنهم وحلفاءهم الأشوريين هزموا أمام عيلام التي استطاعت أن تقضي أولًا على سلطان الكاشيين في بابل وخلعت ملكهم عن العرش ووضعت ابنه مكانه, وبعدئذٍ تقدمت جيوشها إلى الشمال واخترقت حوض ديالة ووصلت إلى منطقة كركوك ثم تقدمت نحو أشور كما حاصرت مدينة بابل، وبذلك أصبح كل حوض الفرات ومعظم ساحل الخليج العربي وسلاسل جبال زاجروس في يد علام.
وما أن حلت نهاية الألف الثاني قبل الميلاد إلا وتكونت أسرة قوية جديدة في بابل, استطاع ملكها "نبوخذ نصر" أن يحطم قوة عيلام واستولى على سوسة [1] انظر أعلاه ص369.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 405