نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 289
خاتمة
إذا كان الإنسان في عصرنا الحاضر في أي بقعة من بقاع العالم ينعم بنتاج وخبرات إخوانه من بني الإنسان في بقاع العالم الأخرى مهما اختلفت المشارب؛ فإنه قد استفاد كذلك من خبرات أسلافه في العصور السابقة حتى إن من الممكن أن يقال بأن الحضارة في العصر الحديث لا تخرج في مظاهرها عن كونها استمرارًا وتطورًا لمظاهر الحضارات السابقة التي ظهرت في أجزاء مختلفة من العالم، وقد تنبَّه الإنسان إلى فضل الحضارات السابقة واعتبرها التراث الآدمي الذي يجب المحافظة عليه ودراسته دراسة مستفيضة حتى يمكن الوصول إلى معرفة أصول وأسس حضاراته الراهنة؛ ولذا نجد أن أمم العالم جميعها تتعاون بصورة أو بأخرى في الحفاظ على هذا التراث ومحاولة إحيائه بشتى الوسائل، وعلى ذلك؛ فليس من المستغرب أن نجد الأمم المتحضرة تساهم بنصيب فعال في إنقاذ الآثار المعرضة للخطر، كما أن كثيرًا من الدول ترسل بعثاتها للتنقيب عن الآثار أو ترميمها أو نشر معلومات وافية عنها في مختلف الأقطار لا فرق في ذلك بين جنسية وأخرى؛ لأن التراث الحضاري ملك للإنسانية جميعها[1].
وكثيرًا ما نجد بعض الدول تأخذها العزة بوجود بعض مظاهر حضارية قديمة فتحاول جاهدة أن تثبت أنها أقدم الأمم حضارة وأن [1] انظر مقدمة الكتاب
نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 289