نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 71
فترة من الوقت ثم تبرز من تحتها الأرض تدريجيًا وفي هذه ينبت الزرع وتدب الحياة، وعلى ذلك ظن بأن العالم في بدء تكوينه نشأ من ماء أزلي برزت فيه قمة تل مزدهر، ثم ظهرت المعالم الأولى للحياة فوق هذا التل، أو أن زهرة من اللوتس ظهرت فوق سطح هذا الماء وعلى هذه برز الكائن الأول في هيئة طائر أو كائن هو الذي خلق السموات والأرض والآلهة الأخرى، وقد اختلفت الأساطير المتصلة بنشاة الخليقة. وبالطبع كان كل إقليم يحاول أن يجعل من إلهه المحلي الإله المهم في نشأة هذه الخليقة أو خالقها، وكانت أشهر المدراس التي اتجهت إلى ذلك هي مدرسة هليوبوليس ومنف والأشمونين.
مدرسة هليوبوليس:
تذكر هذه المدرسة أن الإله آتوم يكون في المياة الأزلية نون قبل أن تتكون السماء والأرض أو الدودة والعلقة ولم يحد مكانًا يقف فيه؛ فوقف فوق تل ثم صعد فوق حجر "بن بن" في هليوبوليس ووجد نفسه وحيدًا؛ ففكر في خلق زملاء له وحمل من نفسه ثم تفل أو أمنى وأنجب شو وتفنوت اللذان أنجبا جب ونوت وأنجب هذان الأخيران بدورهما أزوريس وست ونفتيس وإيزيس، وقد عرف هؤلاء الآلهة التسعة باسم التاسوع الكبير، وعلى حسب هذه النظرية لم يكن حوريس وتحوت ومعات وأنوبيس ضمن هذا التاسوع وإن كان لهم دور مهم في الأساطير المتعلقة به.
وقد تغالت المدن الكبيرة في محاكاتها لهليوبوليس وكونت مجموعة إلهية على رأسها إلهها المحلي؛ فكانت هذه المجاميع تتجاوز التسعة في
نام کتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 71