responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان نویسنده : ابن طولون    جلد : 1  صفحه : 240
عشري شعبان منها؛ وقد كان شيخنا امتنع من الحكم من وقت أن بلغه وفاة والد القاضي المذكور، لكنه فوض لنوابه بمصر من غير إذن السلطان، ولم يمتنع أحد من النواب غيره، وكاتب بعضهم فيه، فعذره القاضي المذكور، والعلماء عنده، وأرسل يقول له إنه سيأتيك ما يسرك.
وفي يوم الثلاثاء مستهل شوال منها، وكان العيد، شاع بدمشق أن وقع بمصر أمر عجيب، وهو أن شاباً متصوفاً متمصلحاً، اسمه محمد بن سلامة النابلسي الدمشقي، من ميدان الحصى، الذي سافر من سنين إلى بلاد الروم، ثم أتى إلى دمشق فتمصلح وأشهر نفسه، ثم سافر إلى مصر، وصحب جماعة من المتمصلحين وأشهر نفسه بالتمصلح، وشاع ذكره، إلى أن أراد الله إظهار ما هو عليه، فصحب بعض المردان كعادته بدمشق وغيرها.
فلما قرب شهر رمضان الماضي، أتي به في زي بنت، في نقاب وجلباب مدلوك ومخطوط، إلى بعض مراكز الشهود بمصر، ويطلب أن يعقد نكاحه عليها، فأجيب إلى ذلك؛ ثم بعد أيام نم عليه بعض الجيران، فخاف الشهود، فأعلموا الأمير طراباي رأس نوبة النوب، فطلبه وتفقد أمره، فوجدوه صبياً في زي بنت، فادعى أنه خنثى، فكشف عليه النساء، فلم يروه إلا ذكراً، ولم يفحصوا بأمره، فجرح تحت مخرج الذكر وزعم أنه حيض، فكشف ... فرأوه زوراً.
فأمر الأمير المذكور بضربه بالمقارع، وإشهاره بمصر على ثور، ثم أعيد عليه الضرب، وبعث به إلى المقشرة إلى أن مات، وهذا ... مثله، فإنا لله وأنا إليه راجعون؛ فزاد الناس في قلة اعتقادهم في المتمصلحين، وقد صرح المحققون من أهل الطريقة، أنه يجب على الولي كتمان سره، إذا كان صادقاً، فإنه أظهره سلب، فالله يصلح لنا سرنا وعلانيتنا.
وفي ليلة الجمعة حادي عشره احترق جانب عظيم من السوق المعروف بعمارة الإخنائي، غربي شمال باب الفراديس، وقف مدرسة أبي عمر وغيرها.
وفي يوم الأربعاء سادس عشره، وحادي عشره آذار، نقلت الشمس إلى برج الحمل، وهو أول فصل الربيع.
وفي يوم الجمعة ثامن عشره صادر النائب لشمس الدين الطولقي، قاضي المالكية المعزول، على أخذ مال.

نام کتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان نویسنده : ابن طولون    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست