نبّئت أن بني خزيمة أجمعوا ... أمرا خلالهم لتقتل خالدا «1»
إن يقتلوني لا تصب أرماحهم ... ناري ويسعى القوم سعيا جاهدا
أرمي الطريق وإن رصدت بضيقه ... وأنازل البطل الكميّ الحاردا «2»
فقلت: من يقول هذا الشعر يا ابن رسول الله؟.
فقال: يقوله خالد بن جعفر بن كلاب في يوم شعب جبلة «3» ، وهو اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما.
قال: وأقبلت عساكر أبي جعفر، فطعن رجلا، وطعنه آخر، فقلت له: أتباشر الحرب بنفسك وإنما العسكر منوط بك؟.
فقال: إليك عني يا أخا بني ضبة كأن عويفا أخا بني فزارة كان ينظر إلينا في يومنا هذا:
المت خناس والمامها ... أحاديث نفس وأحلامها «4»
يمانية من بني مالك ... تطاول في المجد أعمامها «5»
وإن لنا أصل جرثومة ... ترد الحوادث أيامها
نردّ الكتيبة مفلولة ... بها أفنها وبها ذامها
والتحمت الحرب، واشتدت، فقال لي: يا مفضل: حركني بشيء، فذكرت أبياتا لعويف القوافي لما تقدّم بشعره، فأنشدته قوله «6» :
ألا أيّها النّاهي فزارة بعد ما ... أجدّت بسير إنما أنت حالم «7»