فألتقط ما يرمي الناس به من البقول فأتقوته.
وقد تزوجت إلى هذا الرجل ابنته، وهو لا يعلم من أنا إلى وقتي هذا، فولدت مني بنتا، فنشأت وبلغت، وهي أيضا لا تعرفني، ولا تدري من أنا، فقالت لي أمها: زوّج ابنتك بابن فلان السقاء- لرجل من جيراننا يسقي الماء- فإنه أيسر منا وقد خطبها، وألحّت عليّ، فلم أقدر على إخبارها بأن ذلك غير جائز، ولا هو بكفء لها، فيشيع خبري، فجعلت تلح عليّ فلم أزل أستكفي الله أمرها حتى ماتت بعد أيام، فما أجدني «1» آسي على شيء من الدنيا أساي على أنها ماتت ولم تعلم بموضعها من رسول الله (ص) .
قال: ثم أقسم عليّ أن أنصرف ولا أعود إليه وودّعني.
فلما كان بعد ذلك صرت إلى الموضع الذي انتظرته فيه لأراه فلم أره، وكان آخر عهدي به.
حدّثني أحمد بن عبيد الله بن عمّار، قال: نسخت من خط هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات، قال: حدثني عتبة «2» بن المنهال، قال:
كان جعفر الأحمر «3» ، وصباح الزعفراني ممن يقوم بأمر عيسى بن زيد، فلما بذل المهدي لعيسى بن زيد من جهة يعقوب بن داود ما بذل له من المال والصلة نودي «4» بذلك في الأمصار ليبلغ عيسى بن زيد فيأمن، فقال عيسى لجعفر الأحمر وصباح: قد بذل لي من المال ما بذل، وو الله ما أردت حين أتيت الكوفة الخروج عليه، ولأن أبيت خائفا ليلة واحدة أحبّ إليّ من جميع ما بذل لي، ومن الدنيا بأسرها.
أخبرني عبد الله بن زيدان «5» ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سعيد بن