وما في آل خاقان اعتصام ... إذا ما عمّم الخطب الكبير
لئام الناس إثراء وفقرا ... وأعجزهم إذا حمى القتير
وقوم لا يزوجهم كريم ... ولا تسنى لنسوتهم مهور «1»
وفيها يقول يمدح ابن المدبر «2» :
أتخبر عنهم الدمن الدثور؟ ... وقد يبنى إذا سئل الخبير
وكيف تبين الأنباء دار ... تعاقبها الشمائل والدبور «3»
ويقول فيها في مدحه ابن المدبر:
فهلا في الذي أولاك عرفا ... تسدّي من مقالك ما يسير «4»
ثناء غير مختلق ومدحا ... مع الركبان ينجد أو يغور «5»
أخ آساك في كلب الليالي ... وقد خذل الأقارب والنصير
حفاظا حين أسلمك الموالي ... وضن بنفسه الرجل الصبور
فإن تشكر فقد أولى جميلا ... وإن تكفر فإنك للكفور «6» .
وقال سعيد بن حميد يرثي محمد بن صالح، وكانت وفاته في أيام المنتصر «7» :
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما ... أبان يدي عضب الذنابين قاضب «8»
وهاض جناحي حادث جلّ خطبه ... وسدّدت عن الصبر الجميل المذاهب
ومن عادة الأيام أنّ صروفها ... إذا سرّ منها جانب ساء جانب
لعمري لقد غال التجلد أننا ... فقدناك فقد الغيث والعام جادب «9»
فما أعرف الأيام إلّا ذميمة ... ولا الدهر إلّا وهو بالثار طالب
ولا لي من الإخوان إلّا مكاشر ... فوجه له راض ووجه مغاضب