نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 358
والذي يشغل أحياناً خطة أخرى مع خطته، ولعل الفتى فائق الصقلبي صاحب البرد والطراز كان أشهرهم1.
ونظراً لأهمية منصب "صاحب البريد" فقد كان يُشترط في متوليه أن يكون أهلاً للثقة، كتوماً للسر، إذ أنه يطلع على أخبار ليس من اليسير أن يطلع عليها غيره.
وصاحب البريد يشرف على استلام كل ما يرد إلى ديوان البريد من مكاتبات تأتي من الكور والثغور، والديوان بدوره يوزعها على بقية دواوين الدولة، كما أن صاحب البريد يقوم بمراقبة عمال البريد وموظفيه، سواء منهم من كان يعمل في قرطبة أو بقية النواحي، كما أن عليه دفع أرزاقهم.
ولابد أن هناك أوقاتاً محددة لسير البريد في الأوقات العادية، لأجل هذا فعلى صاحب البريد مراعاة ذلك، فالأمير أو الخليفة الأموي كان شديد الحرص على معرفة أخبار الثغور والكور والسواحل في دولته، وقد بلغ الأمر بالأمير محمد بن عبد الرحمن أنه عندما تأخر عليه خبر الثغر، استدعى أحد رجاله ويدعى مطرف بن نصير2، وأمره أن يذهب إلى الثغر ويأتيه بالخبر اليقين عما أهمه، وضرب له أجلاً لأداء مهمته، مدته أربعة عشر يوماً وتوعده بسفك دمه إن هو تجاوزها3.
1- المصدر السابق، ص 66.
2- عن مطرف بن نصير: انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، التعليق: رقم 33.
3- المقتبس تحقيق: د. محمود مكي ص 132-133.
نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 358