نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 480
هذه هي صفات الوزارة والوزراء في تلك الفترة، مناصب بلا نفوذ، ولذا فكثير ما كانت قرطبة تعيش تحت إدارة "العبيد وسفَّال الناس1" لأجل ذلك فلا عجب إذا رفض أهل المروءة والشمم العمل في هذا الوسط العجيب، فالوزير حسان بن مالك بن أبي عبد هـ، استوزره الخليفة المستظهر لكنه لم يلبث في بيت الوزارة إلا يسيراً ثم لم يعد يحضر، ثم كتب للمستظهر رقعة بينَّ فيها سبب غيابه فقال:-
إذا غبت لم أحضر وإن جئت لم أسل ... فسيان مني مشهد ومغيبُ
فأصبحت تيمياً وما كنت قبلها ... لتيم ولكن الشبيه نسيبُ2
من هذه الصورة العجيبة ندرك أن الوزراء لم يعد لهم مكانة حتى أنهم هجروا بيتهم، الذي كان مجلساً لأعلام دولة بني أمية، واتخذوا من الديدبان[3] مكاناً لهم. وتميزت اجتماعاتهم بأن القرار الذي يتخذونه اليوم ينقضونه غداً[4]، وأصبح عملهم مقتصراً على التشاور فيمن يولونه الخلافة من بني أمية بعد كل خليفة ينتهي دوره[5].
1 البيان المغرب، 3/190.
2 انظر: جذوة المقتبس، ترجمة رقم 380. مطمح الأنفس، ص 211-215. بغية الملتمس، ترجمة رقم 662. [3] الديدبان/ مجلس يشرف على الخندق الذي حفره أهل قرطبة للدفاع عنها ضد البربر والمجلس من إنشاء الفتى واضح الصقلبي. انظر: البيان المغرب، 3/105. [4] البيان المغرب، 3/105. [5] المعجب، ص 109.
نام کتاب : نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس نویسنده : سالم بن عبد الله الخلف جلد : 1 صفحه : 480