نام کتاب : أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين - ت شيحا نویسنده : محمد رضا جلد : 1 صفحه : 94
خطبة ابنته عائشة في تأبينه12
نضر الله يا أبت وجهك وشكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها وللآخرة معزا بإقبالك عليها ولئن كان أعظم المصائب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك3 وأكبر الأحداث بعده فقدك إن كتاب الله عز وجل ليعدنا بالصبر عنك حسن العوض وأنا منتجزة من الله موعده فيك بالصبر عنك ومستعينة كثرة الاستغفار لك فسلم الله عليك توديع غير قالية4 لحياتك ولا زارية5 على القضاء فيك.
اعتراف أبي بكر6
قال أبو بكر: إني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت لو أني تركتهن، وثلاث تركتهن وددت لو أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمى وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قد قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين - يريد عمر وأبا عبيدة - فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.
أما اللاتي تركتهن فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه؛ فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه، ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد أو وددت أني كنت إذ وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق فكنت بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله ومد يديه.
ووددت أني كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة فإن في نفسي منهما شيئا.
عمل أبي بكر ومنزله مدة خلافته7
كان أبو بكر قبل أن يشتغل بأمور المسلمين تاجرا وكان منزله بالسنح8 عند زوجته حبيبة ثم تحول إلى المدينة بعدما بويع له بستة أشهر وكان يغدو على رجليه إلى المدينة وربما ركب على فرس
1- التأبين: الثناء على الرجل بعد موته.
2- الرياض النضرة: 2/253.
3- رزؤك: مصيبتك.
4- قالية: كارهة.
5- زارية: عاتبة، معيبة.
6- تاريخ الطبري: 2/353.
7- تاريخ الطبري: 2/354، الطبقات الكبرى: 3/186، المنتظم: 4/72.
8- السنح: من ضواحي المدينة.
نام کتاب : أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين - ت شيحا نویسنده : محمد رضا جلد : 1 صفحه : 94