نام کتاب : أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 278
سعادة مقامكم وطول عمركم: يا فلان أنت والحمد لله ممن لا ينكر عليه الوفاء بهذين الفرضين، وصدر عنكم من البشر والقبول والإنعام ما صدر جزاكم الله جزاء المحسنين. وقد تقدم تعريف مولاي بما كان من قيام العبد بما نقله إلى التربة الزكية عنكم، حسبما أداه من حضر ذلك المشهد من خدامكم والعبد الآن يعرض عليكم الجواب، وهو إني لمّا فرغت من مخاطبته بمرأى من الملأ الكبير والجم الغفير اكببت على اللحد الكريم، داعياً ومخاطباً وأصغيت بأذني نحو قبره وجعل فؤادي يتلقى ما يوحيه إليه لسان حاله فكأني به يقول لي: قل لمولاك: يا ولدي وقرة عيني المخصوص برضاي وبري الذي ستر حريمي ورد ملكي وصان أهلي وأكرم صنائعي ووصل عملي اسلم عليك واسأل الله أن يرضى عنك ويقبل عليك؛ الدنيا دار غرور والآخرة جير لمن اتقى وما الناس إلا هالك وأبن هالك ولا تجد إلاّ ما قدمت من عمل يقتضي العفو والمغفرة أو ثناء يجلب الدعاء بالرحمة ومثلك من ذكر فتذكر وعرف فما أنكر؛ وهذا أبن الخطيب قد وقف على قبري وتهمم بي وسبق الناس إلى رثائي، وأنشدني ومجدني وبكاني ودعا لي وهنأني بمصير أمري إليك وعفر وجهه في تربي وأماني لمّا انقطعت مني آمال الناس فلو كنت يا ولدي حياً لمّا وسعني أن أعمل معه إلاّ ما يليق بي وأن أستقل فيه الكثير وأحتقر العظيم لكن لمّا عجزت عن جزائه وكلته إليك وأحلته يا حبيب قلبي عليك وقد أخبرني أنه سليب المال مثير العيال ضعيف الجسم قد ظهر في عدم نشاطه اثر السن وأمل أن ينقطع بجواري ويستتر بدخيلي
نام کتاب : أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 278