responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 204
كل اسمه محمد وكان له في كل يوم وليلة ثلاث ختمات وترك أهله وإخوانه بتونس وهاجر إلى الله ورسوله وجمع ديوانا كبيرا يشتمل على مدائح نبوية وقال لي إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وإنه أنشده بعض قصائده فيه فبصق في فيه وقال له لا فض فوك فلم يسقط له سن وكان قد جاوز السبعين حين إخباره لي بذلك ولقد أعطيته خشكنانة قديمة يابسة لا تكاد تنكسر إلا بالحجر فأخذها وقرضها كأنها قطعة سكر بل كان يأخذ الدرهم النحاس فيقطعه بأسنانه نصفين وكان أعجوبة الزمان وطرفة الإخوان من أدب وشعر وحكايات من جلس إليه لا يكاد يحب فراقه حسن البديهة سريع الجواب حكى لنا أنه كان ساكنا بمدرسة في تونس قال فنزلت يوما في درجتها وكنت عجلا واتفق أن كان قاضي القضاة ابن عبد الرفيع طالعا في الدرجة ولم أشعر به فلما سمع حسي قال قبل أن يراني من النازل فقلت الطالع فغضب علي وأمر بإخراجي من المدرسة وله من أمثال هذا كثير كما سيأتي بعضه في ترجمة السراج الدمنهوري ومن شعره:
بلغت بشعري في الصبا وعقيبه ... جميع الأماني من جميع المطالب
فلما رأت عيناي سبعين حجة ... قريبا هجرت الشعر الأجانب
أيجمل بالشيخ الذي ناهز الفنا ... بقاء على ذكر الصبا والكواعب؟
حثثت السرى ليل الشباب فكيف لا ... أريح لذي صبح المشيب بجانب
لعمري فإن العمر يوم وليلة ... يكران والدنيا مناخ لراكب
وله في معنى قول الحكماء من طال عمره كانت مصيبته في أحبابه ومن قصر عمره كانت مصيبته في نفسه.
إذا طال عمر المرء سر وساءه ... على أي حال كان فقد الحبائب
وفي نفسه إن مات قبل انتهائه ... مصيبته فالمرء رأس المصائب
وهو مسبوق بما قيل:
المرء رهن مصائب لا تنقضي ... حتى يواري جسمه في رمسه
فمؤجل يلقي الردى في غبره ... ومعجل يلقى الردى في نفسه
وأنشد لنفسه في يوم عيد:
إن عيدا بطيبة وصلاة ... بمصلى الرسول في يوم عيد
نعم ضاق واسع الشكر عنها ... فهي بشرى لكل عيد سعيد
كم تمنيتها فنلت التمني ... آخر العمر من مكان بعيد
وإذا كان في البقيع ضريحي ... وتوسدت طيب ذلك الصعيد

نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست