نام کتاب : الثقات - ط الباز نویسنده : العجلي جلد : 1 صفحه : 22
الثقات وأهل القناعة[1] أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع[2].
ولا أحسب كثيرًا ممن يعرج من الناس على ما وصفنا من هذه الأحاديث الضعاف والأسانيد المجهولة، ويعتد بروايتها بعد معرفته بما فيها، من التوهن والضعف, إلا أن الذي يحمله على روايتها، والاعتداد بها، إرادة التكثر بذلك عند العوام، ولأن يقال: ما أكثر ما جمع فلان من الحديث، وألف من العدد.
ومن ذهب في العلم هذا المذهب، وسلك هذا الطريق فلا نصيب له فيه، وكان بأن يسمى جاهلا، أولى من أن ينسب إلى علم.
وقد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد وتقسيمها بقول، لو ضربنا[3] عن حكايته وذكر فساده صفحًا لكان رأيًا متينًا، ومذهبًا صحيحًا.
إذ الإعراض عن القول المطرح، أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله[4] وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيهًا للجهال عليه، غير أنا لما تخوفنا من شرور العواقب واغترار الجهلة بمحدثات الأمور، وإسراعهم إلى اعتقاد خطا المخطئين، والأقوال الساقطة عند العلماء، رأينا الكشف عن فساد قوله، ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد أجدى[5] على الأنام، وأحمد للعاقبة إن شاء الله.
1 "أهل القناعة" أي الذين يقنع بحديثهم لكمال حفظهم وعدالتهم.
2 "مقنع" مثل جعفر, أي يقنع به, ويستعمل بلفظ واحد مطلقًا.
3 "لو ضربنا ... إلخ" أي لو أعرضنا عن ذلك إعراضًا. فصفحا مصدر من غير لفظه, وفي التنزيل الجليل: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} .
4 "إخمال ذكر قائله" أي إسقاطه.
5 "أجدى" أنفع.
نام کتاب : الثقات - ط الباز نویسنده : العجلي جلد : 1 صفحه : 22