نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 36
عاذتا بالله منه.
وقال عبد الله بن محمد عقيل: ونكح رسولا لله صلى الله عليه وسلم امرأة من كندة وهي الشقية، فسألت رسولا لله صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى أهلها ففعل وردها مع أبي أسيد الساعدي وكانت تقول عن نفسها الشقية. وقيل: إن التي قال لها نساء النبي صلى الله عليه وسلم: لتتعوذ بالله منه هيا لكندية ففارقها فتزوجها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليه قيس بن مكشوح المرادي قال: وقال آخرون: إن التي تعوذت بالله منه امرأة من سبي بلعنبر وذكر في قول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لها نحو ما تقدم قال: وقال آخرون: وكان بها وضح كالعامرية ففارقها. وقيل: إنه قال لها (هبي لي نفسك) ، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة، فأهوى بيده إليها فاستعاذت منه ففارقها.
قال أبو عمر: الاختلاف في الكندية كثير جدا منهم من يسميها: أسماء، ومنهم من يسميها: أميمة. واختلفوا في سبب فراقها على ما ذكرناه. والاختلاف فيها وفي صواحباتها اللواتي لم يجتمع بهن عظيم.
أسماء ابنة يزيد الأنصارية
من بني عبد الأشهل هي رسول النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها مسلم بن عبيد أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقتضى شهواتكم، وحاملات أولادكم وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيلا لله عز وجل وإن أحدكم إذ خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الجر والخير؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: " هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟ " فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: " أفهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وإتباعها موافقته يعدل ذلك كله" فانصرفت وهي تهلل حتى وصلت إلى نساء قومها من العرب وعرضت عليهن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحن وآمن جميعهن. وسميت المترجمة: "رسول نساء العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم".
إستير ابنة أبي حائل بن شمعي بن قيس ملكة الفرس
كانت أحسن نساء زمانها جمالا وأبهاهن منظرا وكمالا، وأعذبهن منطقا ومقالا، تزوجت بالملك "أحشويروش" ملك الفرس الذي ملك من الهند إلى "كوش" على مائة وسبع وعشرين كورة، وكانت في ابتداء أمرها رباها رجل إسرائيلي يدعى "مردخاي"، وهو ابن عمها لأن أباها وأموها توفيا فأخذها هو وجعلها ابنة لنفسه وكان في شوشن القصر الذي هو كرسي ملك "أحشويروش" لأنه سبى من أورشليم مع السبي الذي سبي مع "بكنيا" ملك بهوذا الذي سباه "نبوخذنصر" ملك بابل.
وسبب زواجها بالملك "أحشويروش" المذكور أنه جلس ذات يوم على كرسي ملكه الذي في شوشن القصر وعمل وليمة لجميع رؤسائه وعبيده وجيش فارس وأخذت هذه الوليمة مائة وثمانين يوما وعند قضاء هذه الوليمة عمل لجميع الشعب الموجودين في شوشن القصر من الكبير إلى الصغير وليمة سبعة أيام، وفي اليوم السابع لما طاب قلبه أرسل إلى "وشتى" الملكة زوجته أن تأتي أمامه بتاج الملك ليرى الشعوب والرؤساء جمالها لأنها كانت حسنة المنظر فأبت أن تأتي حسب أمر الملك فاغتاظ جدا واشتعل غضبه، وقال لمن حوله من العارفين بالأزمة: ما يعمل بالملكة "وشتى" لأنها خالفت
نام کتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور نویسنده : زينب فواز جلد : 1 صفحه : 36