نام کتاب : الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة نویسنده : ابن القَطَّاع الصقلي جلد : 1 صفحه : 14
غدا يصرفها فينا ويمزجها ... فنحن وهي مع الأيام في ضحك
والماء يحذر منها أن تطير فقد ... صاغ الحباب عليها صيغة الشبك
ومنها:
كأنها جوهر في ذاته عرض ... قد شيب منسبك منه بمنسبك
فاسمع بعينيك عنها مثل ما سمعت ... أذناك ما قيل عن نوح وعن لمك
وليلة بتها والأرض عامرة ... حولي بالجوهرين الماء والبنك
ومنها في الدبيب:
والكأس تخدعهم عني وقد نذروا ... بأنني غير مأمون على التكك
حتى إذا أقبلوا منها ومال بهم ... أخذ الكرى وتداعى كل ممتسك
دببت أكتم في أنفاسهم قدمي ... كأنني بينهم ماش على الحسك
وقد تخلص غيي من يدي رشدي ... فيهم وأطلق فتكي من عرى نسكي
فبت أنفذ مما خولوا سككا ... وكنت قدما أجيد النفذ للسكك
وقد وثقت بعفو الله عن زللي ... فما أبالي بما خطت يد الملك
وله من أخرى في الخمر:
وصهباء كالإبريز تبصر كأسها ... من اللمع في مثل الشراع الممدد
كما حف نور البدر من حول هالة ... وفاض لهيب الشوق من قلب مكمد
إذا ما احتوتها راحة المرء أمسكت ... بهداب ظل من سناها مورد
وإن ناولتها بالمزاج يدٌ علا ... لها زيد مثل الدلاص المسرد
إذا ما تبدى تحسب العين أنه ... نجوم لجين لحن في أفق عسجد
وله:
حيى بريحان وقد ... حصر اللسان فناب عنه
وفهمت من معكوسه ... تأخير ما أبغيه منه
وله في وصف الثريا:
انظر إلى الأفق كيف بهجته ... والثريا عليه تنكته
كأنها وهي فيه طالعة ... قميص وشي وتلك عروته
وله في الخضاب ومدحه:
بعيشك ما أنكرت من ذي صبابة ... تحيل في رد الصبا فأعاده
هب الشيب في خدي بياض أديمه ... زمان شبابي في الخضاب سواده
وله في العذار: قدٌ من الأغصان يشرق فوقه=وجهٌ عليه بهجة الأقمار
وكأن ممتد العذار بخده ... ليل أمر على ضياء نهار
وله:
يا حبذا كأس يكون بها ... ريقٌ كأن ختامه مسك
باتت تعللني بها وبه ... حسناء ما في حسنها شك
هاتيك كالدنيا فلا أحدٌ ... إلا لها بفؤاده فتك
وله في العذار:
قال العذول: التحى، فقلت له: ... حسنٌ جديدٌ قضى بتجديد
أما ترى عارضيه فوقهما ... لام ابتداء ولام توكيد
وله يصف الكأس والحباب:
يا حبذا كأس بدت فوقها ... حبابة زهراء ما تذهب
أدارها الساقي فرد الضحى ... وانجابت الظلماء والغيهب
فقلت للشرب: انظروا واعجبوا ... من حسن شمس وسطها كوكب
وله يصف قوادا يحسن الصناعة:
وأحور مائل النظرات عني ... دسست إليه من يسعى وسيطا
فجاء به على مهلٍ وستر ... كما يستدرج اللهب السليطا
وله:
بأبي وجهك المليح وخيلا ... ن بخديك تخجل الأنوارا
غايرت أنجم الدجى فأنارت ... تلك ليلاً وأظلمت ذي نهارا
57- أبو الفضل علي بن طاهر بن الرقباني
حافظ للغة وأيام العرب، جامع لأدوات الأدب.
فمن شعره يمدح الأمير صمصام الدولة، وقد وصلت إليه ألقاب كثيرة، وخلعٌ شريفة من مصر:
من قبل ذي الألقاب كنت شريفا ... إذ لم تزدك بكثرة تعريفا
لكنها عذبت فنحن بذكرها ... نرتاح لو كانت تعد ألوفا
يا سيد الأملاك والعلم الذي ... ترك القوي من العصاة ضعيفا
لا زلت مسعودا وجدك صاعدا ... حتى ترى فوق النجوم منيفا
58- أبو الحسن علي بن عبد الجبار الكاتب [المعروف بابن الكموني]
توطن الأندلس.
كان نبيلاً أديباً، وهو القائل -يرثي صقلية عند الحادث بها من الفتنة.
قد كانت الدار وكنا بها ... في ظل عيش ناعم رطب
مد عليها الأمن أستاره ... فسار ذكرها مع الركب
لم يشكروا نعمة ما خولوا ... فبدلوا الملح من العذب
ومن شعره:
لحا الله الفراق وما أقاسي ... من البين المشتت والبعاد
فألف روحنا بلطيف معنى ... وفرقت الهياكل في البلاد
لئن بعدت نفوسٌ من نفوسٍ ... لأنتم نور عيني في فؤادي
59- أبو الحسن علي بن عبد الرحمان الأنصاري الكاتب
نام کتاب : الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة نویسنده : ابن القَطَّاع الصقلي جلد : 1 صفحه : 14