كَانَ رَحمَه الله فِي اول عمره طَبِيبا نَصْرَانِيّا وَكَانَ يعرف علم الْحِكْمَة معرفَة تَامَّة وَقَرَأَ على الْمولى لطفي التوقاتي الْمنطق والعلوم الْحكمِيَّة وباحث مَعَه فِيهَا ثمَّ انجر كَلَامهم الى الْبَحْث فِي الْعُلُوم الاسلامية وَقرر عَنهُ ادلة حقية الاسلام حَتَّى اعْترف هُوَ بهَا وَأسلم ثمَّ ترك الطِّبّ وَالْحكمَة واشتغل بتصانيف الامام الْغَزالِيّ وبتصنيف الامام فَخر الاسلام الْبَزْدَوِيّ وداوم على الْعَمَل بِالْكتاب وَالسّنة وصنف شرحا على الْفِقْه الاكبر الْمَنْسُوب الى الامام الاعظم ابي حنيفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَغير ذَلِك من الرسائل الا انه أنكر طَريقَة التصوف لِأَنَّهُ لم يصل الى اذواقهم وَسمعت من بعض اصحابه انه رَجَعَ عَن انكارهم فِي آخر عمره رَحمَه الله تَعَالَى وَمِنْهُم الْعَالم الْكَامِل الشَّيْخ احْمَد جلبي الانقروي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ اولا ثمَّ رغب فِي التصوف وانتسب الى الطَّرِيقَة الخلوتية ثمَّ تقاعد فِي وَطنه واشتغل بالوعظ والتذكير وَكَانَ لوعظه تَأْثِير عَظِيم فِي النُّفُوس بِحَيْثُ لم أر احدا سمع كَلَامه ووعظه الا وَقد انجذب اليه كل الانجذاب واحله فِي خلده مَحل روحه وَكَانَ فِي شبابه يَدُور الْبِلَاد ويعظ النَّاس وَيذكرهُمْ وَلما بلغ سنّ الشيخوخة أَقَامَ فِي بَلَده انقره الى ان توفّي بعد الْخمسين وَتِسْعمِائَة روح الله تَعَالَى روحه وَنور ضريحه
وَمِنْهُم الْعَالم الشريف عبد المطلب ابْن السَّيِّد مرتضي