responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب نویسنده : الإستانبولي، محمود مهدي    جلد : 1  صفحه : 49
فتألبوا عليها وجاءوا صفوفاً لقتالها وإطفاء أنوارها فحملت السيف للدفاع عن نفسها وحماية كيانها والدفاع عن النفس حق مشروع أقرته جميع الأديان وجاءت به جميع الشرائع، وهذه الحقيقة تنقض قول خصومها وتلقف ما افتروا وما زيفوا فالدعوة لم تعتمد على السيف ولم تشهره في وجه الذين لم يدخلوا فيها بل اعتمدت عليه للدفاع عن نفسها ومقاومة أعدائها الذين تجمعوا لقتالها وتنادوا لمقاومتها والإجهاز عليها، فما أغنت عنهم جهودهم فارتدوا منهزمين وتواروا خاسرين وانتصرت وتغلبت لأنها نور وحق وطبيعة النور أن يسري ويعم وينتشر مهما حاولوا ستره وإخفاءه ومهما أقاموا من الحواجز في طريقه ومن شأن الحق أن يعلوا ولا يعلى عليه.

محمد أبو زهرة
قال في كتابه "المذاهب الإسلامية": ظهرت الوهابية في الصحراء العربية نتيجة للإفراط في تقديس الأشخاص والتبرك بهم وطلب القربى من الله بزيارتهم ونتيجة لكثرة البدع التي ليست من الدين وقد سادت هذه البدع في المواسم الدينية والأعمال الدنيوية. فجاءت الوهابية لمقاومة كل هذا وأحيت مذهب ابن تيمية. ومُنشئ الوهابية درس مؤلفات ابن تيمية فراقت في نظره وتعمق فيها وأخرجها من حيز النظر إلى حيز العمل، وإنهم في الحقيقة لم يزيدوا بالنسبة للعقائد شيئاً عما جاء به ابن تيمية، لأنها لم تشتهر في عهده، ويتلخص ذلك فيما يأتي: أن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنهم يحاربون البدع وهي منكر تجب محاربته، إنها كانت كلما مكن لها من قرية أو مدينة أتت على الأضرحة هدماً وتخريباً حتى لقد أطلق بعض الكتاب الأوربيين على الوهابيين وصف: "هدامي المعابد" ولعل ذلك الوصف فيه بعض المبالغة. لأن الأضرحة ليست معابد، ولكن يظهر أنهم كانوا يهدمون المسجد [1] مع الضريح أخذاً من الخبر الذي استنكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عمل بني إسرائيل إذ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

[1] هذا افتراض من الكاتب فالهدم يكون للقبر إذا اعتدى على المسجد.
نام کتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب نویسنده : الإستانبولي، محمود مهدي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست