نام کتاب : المذاكرة في ألقاب الشعراء نویسنده : النشابي الإربلي جلد : 1 صفحه : 11
يغشونَ حتى ما تهرُّ كلابهم ... لا يسألون عن السوادِ المقبلِ
وقوله:
ربَّ علمٍ أضاعهُ عدمُ الما ... لِ، وجهلٍ غطى عليهِ النعيمُ
أخذ هذا المعنى ابن هرمة فقال:
يكادُ إذا ما أبصر الكلبُ ضيفهُ ... يكلمهُ من حبهِ، وهو أعجمُ
ولما نظم حسان قوله:
نسودُ ذا المالِِ القليلِ، إذا بدتْ ... مروءتهُ فينا، وإنْ كانَ معدما
أعجب به، فصعد أطمة، ونادى: واصاحباه، فاجتمع قومه إليه، وقالوا: ما وراءك؟ فأنشدهم البيت، فعجبوا كما عجب.
وكان لحسان بنية شاعرة لم تذكر، وقيل: إن حساناً ارق ذات ليلة، فعن له أن يقول الشعر، فقال:
متاريكُ أذنابَ الأمورِ إذا اعترتْ ... أخذنا الفروعَ، واجتنينا أصولها
ثم أرتج عليه. فقالت له بنته: كأن قد ارتج عليك يا أبتي؟ قال: نعم. قالت: فهل لك أن أجيز عنك؟ قال: وهل عندك ذاك؟ قالت: نعم، قال: فافعلي، فقالت:
مقاتيلُ بالمعروفِ، خرسٌ عن الخنا ... كرامُ يعاطونَ العشيرةَ سولها
فحمي الشيخ فقال:
وقافيةٍ مثلِ السنانِ رزيتها ... تناقلتُ عنها افق السماءِ نزولها
فقالت:
يراها الذي لا ينطقُ الشعرَ عندهُ ... ونعجزُ عن أمثالها أنْ نقولها
ومن أحسن ما سمعت من غرر ابياته:
وكنتَ إذ ما موكبٌ صدَّ موكباً ... لدى الروعِ، يوم الروعِ، وحدك موكبا
أخذ هذا المعنى أبو تمام فقال:
قليلكمُ يربى على عددِ الحصى ... وواحدكم في الأرضِ، للهِ، عسكرُ
ولدعبل مثل هذا:
ما شكَّ خلقٌ أن فارسنا له ... إقدام جيشٍ لا يرامُ، لهامِ
وقيل: عن ساناً مر بقوم يشربون الخمر فنهاهم، فقالوا: ننتهي؟ وإنما إذا ذكرنا قولك نعود. فقال: وما هو؟ قالوا:
إذا ما الأشرباتُ ذكرن يوماً ... فهنَّ لطيب الراح الفداءُ
ونشربها، فتتركنا ملوكاً ... وأسداً ما ينهنهها اللقاءُ
فيرغبنا ذلك في شربها.
ذكر عبد الرحمن بن حسان
كان أهدى المقوقس، عظكيم القبط إلى النبي، صلى الله عليه مارية، فولدت له إبراهيم، ووهب لحسان سيرين، فولدت له عبد الرحمن. فبينا عبد الرحمن يلعب مع الصبيان، إذ لسعه زنبور فصاح، فاقبل حسان يسعى، وقال: ما لك؟ قال: لسعني زنبور كأنه برد حبرة. فضمه حسان إليه وقال: قال إبني الشعر ورب الكعبة، وأسلمه إلى المكتب. فهو في المكتب يوماً وقد نقم المعلم على الصبيان، فأدبهم عليه، وأراد تأديبه، فقال:
الله يعلم أني كنتُ معتزلاً
فقال المعلم: وإلا أين كنت؟ قال:
في دار يعقوب اصطاد اليعاسيبا
فبلغ حساناً، فأقبل يسعى حتى ضمه.
وكان عبد الرحمن يقول: عاش ابي مائة وعشرين سنة، وجدي ثابت مثلها وجد ابي منذر مثلها، وأنا ايضاً أعيش كموا عاشوا. فمات ولم يجاوز الستين سنة.
ومما وجدت من شعر عبد الرحمن:
ذممتَ ولم تحمدْ، وأدركتُ حاجتي ... تولى سواكمْ عرفها واصطناعها
أبى لكَ فعلَ الخيرِ رأيٌ مفندٌ ... ونفسٌ أضاقَ الله بالخيرِ باعها
إذا ما أرادتهُ على الخير مرةً ... عصاها، وإن همت بسوءٍ أطاعها
وله ايضاً:
وإني لأمسي، ثمَّ اصبح طاوياً ... وأكرم نفسي عن دقائقِ المطاعمِ
ومن نوادر أبياته:
إذا أبصرتني أعرضتَ عني ... كأنَّ الشمسَ من قبلي تدورُ
وله أخبار كثيرة يطول شرحها. ذكر سعيد بن عبد الارحمن بن حسان
ومن شعره:
فإنَّ البلاء مرور اللوات ... تكرُّ على الناس بيضاًًًًًً وسودا
ليالٍ تكرُّ بأيامها ... تزيل عن أهل الجدودِ الجدودا
ومما وجدت من شعر فاطمة بنت سعيد:
سل الخير أهل الخير قدماً، ولا تسل ... فتىً ذاق طعم العيش منذُ قريبِ
فليسَ يلذُّ الخير إلا امرؤ به ... تغذى صبياً قبل وقتِ مشيبِ
ومثله لها:
واسألِ الخير، إن سألت، كريماً ... لم يزلْ يعرف الغنى واليسارا
فقليلُ الكريمِ يكسب فخراً ... وكثيرُ اللئيم يكسبُ عارا
ومن الشعراء المعرقين
محمد بن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى. كل هؤلاء شعراء معرقون، إلا عطية، فهو ضعيف، وقل ما يروى نله. وأشعر ولد جرير بلال.
نام کتاب : المذاكرة في ألقاب الشعراء نویسنده : النشابي الإربلي جلد : 1 صفحه : 11