نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 362
هاشم، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إسماعيل بْن مُحَمَّد الصفار إملاء، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن إدريس الشعراني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ الأنصاري، عَنْ إسماعيل بْن جعفر المدني، عَنْ عثمان بْن عطاء، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أوحى الله تعالى إِلَى دانيال أن احفر لي سِيبَيْنِ نهرين بالعراق.
قَالَ دانيال: إلهي بأي مكاتل، وبأي مساحي، وبأي رجال، وبأي قوة، أحفر لك هذين النهرين، فأوحى الله تعالى أن أعد سكة حديد وعرضها واجعلها في خشبة وألقها خلف ظهرك، فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذين السِّيبَيْنِ.
قَالَ: ففعل، فحفر، فكان إذا انتهى إِلَى أرض أرملة أو يتيم حاد عنه، حتى حفر الدجلة والفرات، فهذه العواقيل التي في الدجلة والفرات من حفر دانيال.
قلت: ذكر بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل، أن ملك الأردوان، وهم النبط، كان في السواد قبل ملك فارس، وأن النبط هم الذين استنبطوا الأرض، وعمروا السواد، وحفروا الأنهار العظام فيه.
ويقال لهم: ملوك الطوائف.
وحكى الهيثم بْن عدي، عَنْ عَبْد الله بْن عياش المنتوف، قَالَ: كان حد ملك النبط الأنبار إِلَى عانات كسكر، إِلَى ما والاها من كور دجلة إِلَى جوخى وما حول ذلك من السواد.
قَالَ ابْن عياش: وكانت سرة الدنيا في أيدي النبط، واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة ينصبان من الشام والجزيرة، ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم فيفجرونهما في كل موضع، ثم يسوقون بقيتهما إِلَى البحر.
قَالَ: وكان ملكهم ألف سنة، وإنما سموا نبطا؛ لأنهم أنبطوا الأرض وحفروا الأنهار العظام، منها الصراة العظمى، ونهر أبا، ونهر سورا، ونهر الملك.
حفر الصراة العظمى فيروز جشنش، وحفر نهر أبا أبا بْن الصامغان، وحفر نهر الملك أفقورشه، وكان آخر ملوك النبط، ملك مائتي سنة.
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 362