نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 426
يتكامل قلع التراب ويحصل موضعه الرمل موازيا لوجه البستان.
فلما فرغ من ذلك وصار البستان أرضا بيضاء لا شيء فيها من غرس ولا نبات، قَالَ: قد أنفق على هذا حتى صار كذا أكثر من ألفي ألف درهم صحاحا.
ثم فكر في أن يجعل شرب البستان من دواليب ينصبها على دجلة، وعلم أن الدواليب لا تكفي، فأخرج المهندسين إِلَى الأنهار التي في ظاهر الجانب الشرقي من مدينة السلام ليستخرجوا منها نهرا يسيح ماؤه إِلَى داره، فلم يجدوا ما أرادوه إلا في نهر الخالص، فعلى الأرض بين البلد وبينه تعلية أمكن معها أن يجري الماء على قدر من غير أن يحدث به ضرر، وعمل تلين عظيمين يساويان سطح ماء الخالص، ويرتفعان عَنْ أرض الصحراء أذرعا، وشق في وسطها نهرا جعل له خورين من جانبيه، وداس الجميع بالفيلة دوسا كثيرا حتى قوي واشتد وصلب وتلبد، فلما بلغ إِلَى منازل البلد وأراد سوق النهر إِلَى داره، عمد إِلَى درب السلسلة فدك أرضه دكا قويا، ورفع أبواب الدور وأوثقها، وبنى جوانب النهر طول البلد بالآجر والكلس والنورة، حتى وصل الماء إِلَى الدار وسقى البستان.
قَالَ أَبِي: وبلغت النفقة على عمل البستان وسوق الماء إليه على ما
نام کتاب : تاريخ بغداد - ت بشار نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 426