751 - مسروق بن عبد الرحمن أحد أئمة التابعين وكبارهم ذكر إبراهيم الحربي أنه صلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال بن المديني سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي ينكر ذلك وقال لم يقل هذا إلا هشام قلت فيكون روايته عن أبي بكر مرسلة وقد وقع في صحيح البخاري موضع عجيب وهو أنه روى في موضعين من طريق محمد بن فضيل وأبي عوانة كلاهما عن معين عن أبي وائل عن مسروق قال حدثتني أم رومان أم عائشة رضي الله عنها فذكر حديث الإفك مختصرا وفيه مخالفة كثيرة للكيفية التي رواها الزهري وجاء في رواية خارج الصحيح من طريق بن فضيل أيضا قال مسروق سألت أم رومان عن حديث الإفك فحدثتني وذكر القصة قال إبراهيم الحربي كان يسألها وله خمس عشرة سنة ومات مسروق وله ثمان وسبعون سنة وأم رومان أقدم من كل من حدث عنه مسروق قال الحافظ أبو بكر الخطيب العجب كيف خفي هذا على إبراهيم الحربي وأم رومان ماتت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة في ذي الحجة أرخه أبو حسان الزيادي وإبراهيم الحربي أيضا وروى حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أو أم سلمة قالت لما دفنت أم رومان قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه قال فلو كان مسروق سائلها أو سمع منها لكان صحابيا وقد قال محمد بن سعد توفي مسروق سنة ثلاث وستين وذكر الفضل بن عمرو إن عمره حين مات ثلاث وستون فيكون له عند وفاة أم رومان ست سنين قلت وأيضا فمسروق ولد باليمن ولم يقدم المدينة إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أما في خلافة أبو بكر أو بعدها وقد روى الإمام أحمد حديث مسروق في الإفك هذا من طريق علي بن عاصم وأبي جعفر الفزاري عن حصين عن أبي وائل عن أم رومان لم يقولا فيه حدثتني ولا سمعت ورواه أبو سعيد الأشج عن محمد بن فضيل فقال فيه عن مسروق قال سئلت أم رومان وهي أم عائشة فذكرت القصة قال الخطيب وهذا أشبه مما رواه البخاري ولعل التصريح بالسماع جاء فيه من حصين فإنه اختلط في آخر عمره قلت وهذه فائدة جليلة نبه عليها الحافظ الخطيب رحمه الله وحاصلها أن الحديث الذي أخرجه البخاري مرسل وخفي ذلك على الإمام البخاري والله أعلم