نام کتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس نویسنده : الحميدي، ابن أبي نصر جلد : 1 صفحه : 222
من اسمه سلمان
سليمان بن محمد بطال أبو أيوب البطليوسى، فقيه مقدم، وشاعر محسن كثير الشعر، كان قريباً من الأربع مائة؛ وله من قصيدة طويلة:
نار الصبابة في الضلوع تأججى ... وغمامة الدمع الوكيف تبعجى
فأرى خلال الغيم مبسم بارق ... كالزند يقدح أو ضرام العرفج
فكأنه من أضلعي متوقد ... في الجو إلا أنه لم يوهج
وكأن محبوبي تبسم فوقه ... ليزيد بالإيماض في شجو الشجى
بمنظم كالدر لاكن زانه ... فلج ونظم الدر غير مفلج
أشكو إليه بضيق حالي مثلها ... يشكو إلى الدايات ضيق الدملج
وأذوب إشفاقاً على خديه أن ... تغدو العيون عليهما فتضرج
لطمت لحر البين صفحة وجهها ... فتعوضت من وردها ببنفسج
فلمستها ومزجت ريقة ثغرها ... بدموعها وودت أن لم أمزج
سليمان بن محمد المهري الصقلي من أهل العلم والأدب والشعر، قدم الأندلس بعد الأرعبين وأربع مائة، ومدح ملوكها، وتقدم عند كبرائها بفضل أدبه وحسن شعره.
أخبرني بعض أصحابنا عنه بالأندلس، قال: كان بسوسة إفريقية رجل أديب شاعر، وكان يهوى غلاماً جميلاً من غلمانها، وكان كلفاً به، وكان الغلام يتجنى عليه ويعرض عنه، قال: فبينما هو ذات ليلة منفرداً يشرب وحده على ما أخبر عن نفسه، وقد غلب عليه غالب من السكر، إذ خطر بباله أن يأخذ
نام کتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس نویسنده : الحميدي، ابن أبي نصر جلد : 1 صفحه : 222