نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 1114
عليك بمدح الشهم فرد أولي العلا ... حمى من به قد لاذ من نوب الدهر
إمام الهوى مردي العدا فائق الندى ... مهاب جليل فاضل واسع الصدر
غدا عمري الاسم والعدل في الورى ... فمن ذا الذي يحكيه في السر والجهر
ومن لطفه لطفي تلقب ياله ... هماماً له باللطف مستحسن الذكر
تولى على الإسلام شيخاً لفضله ... فباهت به أيامنا سالف العصر
ملا ذكره الآفاق شرقاً ومغرباً ... فليس له ند بشام ولا مصر
تنافس هذا العصر فيه وكيف لا ... ينافس فيه كل عصر مدى العمر
تدانت له زهر الأماني لكي ترى ... له الشرف الأعلى على كرة البدر
فما هو إلا مظهر الحلم والنهى ... وما هو إلا منبع الجود والبر
سليل التقى والعدل والعلم والنقا ... فريد الذكا والمجد والرشد والقدر
فقل مكثراً ما شئت في نظم مدحه ... ومالك إن قصرت وجه إلى العذر
أياديه يحكي البدر جود نوالها ... وراحته تسمو حباء على البحر
لقد فاق أهل العصر علماً وحكمة ... وقلد جيد الدهر عقداً من الشكر
أخو همة فاقت على همم الملا ... وأوصافه تسمو على الأنجم الزهر
أخال بأن الأرض جهلاً بقدره ... لدى سيره لم تبدل الترب بالتبر
أرق من الماء الزلال شمائلاً ... وألطف من جسم النسيم إذا يسري
إذا ازدان ذو قدر عظيم بقدره ... ففيه وفي آبائه زينة الدهر
وإن مر ذكر الأكملين فذكره ... كبسملة التالي غدت مبدأ الذكر
به ضاء وجه الدهر وازداد بشره ... فحقاً هو الموسوم بالكوكب الدري
ودانت له الأيام تحبوه ما يشا ... وكل ليالي عمره ليلة القدر
لقد ضاق صدر الدهر عن كتم فضله ... وهيهات يخفى البدر في ليلة البدر
فيا سيداً ساد الورى بجميله ... وأوصافه الحسنى وأخلاقه الغر
لك الراية البيضاء في كل موكب ... كذا السيرة الحسناء بالحمد والشكر
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار جلد : 1 صفحه : 1114