responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 1399
وغافر الذنب والخطايا، ورجوته ودعوته أن يوفقني في هذا الأمر لما يرضاه، ويداركني باللطف فيما قدره وقضاه، إنه خير مجيب لمن دعاه، وأكرم مسؤول لمن رجاه ووعاه، لأني لست من هذه الحمائم، ولا قطرة تلك الغمائم، ولا من نور هذه الكمائم، ولا من درر تلك الأسلاك، ودراري هذه الأفلاك، ولكني أقول متمثلاً بقول من يقول:
لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اضمحلت ... وصوح نبتها رعي الهشيم
وقد أثبت هنا من أشعاري، التي نسجتها يد أفكاري، نبذة حربة بالمحو، لا يستر عوارها إلا الإغضاء والعفو، عارية عن الجزالة والحلاوة، خالية عن البلاغة والطلاوة، فمن ذلك قولي مفتخراً وأنا في الروم:
أما نحن أبناء السراة الأكاسر ... لنا في الندى والحلم جم المآثر
نجود بما نحوى ونعفو عن السوى ... ونصفح عن زلات باغ وقاصر
ونحن أناس لا يغير عهدنا ... تغلب محتال وصولة فاجر
نعف متى نقوى ونغضي تكرما ... ونظهر في الحالين ما في السرائر
وآباؤنا صيد غطارفة لهم ... جلابيب مجد نسجها بالمفاخر
هم القوم سادوا منذ شادوا دعائماً ... من العز منها الركن ليس بدائر
فلا يجد الملهوف غير مقامهم ... إذا اشتد خطب أو بدا جور جائر
أزاحوا من العدوان ليلاً لقد دجى ... بصبح من الإيمان أسفر ظاهر
فكم أشهروا يوم الوطيس مهنداً ... يحز نجوداً سترت بالمغافر
فوارس في الهيجا متى طرفا امتطوا ... رؤوس العدى تلقاها تحت الحوافر
وإن جردوا عضباً وهزوا أسنة ... ترى في الوغى يبدو انهزام العساكر
وليدهم يردي الكماة إذا انتحى ... يذل له خوفاً أشد القساور
وليس خضاب في أنامله بدا ... ولكنه بالبطش دامي الأظافر
فلم يلف في نعمائهم غير حامد ... ولم يبق في الدنيا لهم غير شاكر

نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 1399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست