responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 976
التفنن قدماً، وأطولهم في محاسن الفضائل باعاً، وأميلهم إلى محاسن الشمائل طباعاً، ثم تناولتها الأيادي المتطلبة، وتداولتها الأعادي المتغلبة، فنددوا فضلها، وبددوا شملها، وأتلفوا ما استطاعوا من تلك المعالم، وتفننوا في أنواع المظالم، حتى أصبح مزاج الفضل بها فاسداً، وسوق العلم فيها كاسداً، وربع المعالي خالياً، وبيت الأماني على عرشه خاوياً ولم تزل كذلك إلى أن انتهت إلى المرحوم محمد علي علي الشان، سقى الله ضريحه سحائب الغفران، وأحل روحه رياض الرضوان، فخلصها من مصاعب المصائب، واستخلصها من نيوب النوائب، وصيرها موطنه ومأمنه وحماه، ومنع جانبها من صنوف الصروف وحماه، وبذل الجد في لم شعثها، ولم يأل الجهد في تسهيل دعتها، وأعاد ما سلب الفقر من نضارة نضارتها، ورد ما غصب لدهر من غضارة حضارتها، حتى زهت بحسن علاها وحلاها، ونسيت ما كان من بلائها وبلاها، إلى آخر.
ومن كلام هذا الشهم المصان عليه سحائب الرحمة والرضوان مقالة تليت يوم توزيع المكافأة على تلامذة المدارس والمكاتب بحضور الخديوي السابق إسماعيل باشا المعظم تلاها أحد التلامذة بحضوره وقد جعل في أثناء المقالة أبياتاً مرتبة في مواضع منها، فكلما وصل التالي إلى موضع ترنم بما فيه من النظم جماعة من التلامذة بألحان معجبة، وأنغام مطربة، صنع ذلك حسب الاقتراح، والمقالة المذكورة هي هذه " قال ": يا مفيض الجود على الوجود، ويا جامع الناس ليوم مشهود، نحمدك اللهم حمداً يكافئ مزيد نوالك، ونشكرك اللهم شكراً يستتبع دوام أفضالك، ونسألك أن تهدي لسيد الشاكرين، وأشرف الأولين والآخرين، صلة صلاة تليق بجنابه، وتعم جميع آله الكرام وأصحابه:
أزكى صلاة وأسناها يرادفها ... أزكى سلام على المختار هادينا
وآله الطهر والصحب الأماجد من ... بهديهم قد أقاموا للهدى دينا

نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 976
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست