responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 980
والنسمات العليلة السارية مما يشرح الخاطر ويسر الناظر، فقال: أهدي إليك من منعشات التحية والسلام، وأتلو عليك من مدهشات الشوق والغرام، ما يجمل أجماله لواصفه، ولا يلزم تفصيله لعارفه، وأحمد إليك الله سبحانه على كرامة السلامة، ومنحة الصحة، حمداً أستفيض به غمام عطائه، وأستفيد به دوام نعمائه، وأقص عليك من أمر الرحلة البعلبكية، نظير ما سلف من خبر الرحلة المكية، وذلك أنا سرنا، يوم ثرنا، من دمشق في طريق دمر، نستحث إليها الضمر، بين مياه تتكسر في مجاريها، ونسائم تتعثر في مساريها، وأشجار تميد بأغصانها، كما تميس الخود بين أخدانها، وأحاديث عن الشام ومبانيها وبهجة مغانيها، ولطف أهليها لا سيما بيت خانيها، تستطيبها الشفاه، وتتعطر بها الأفواه:
فإن أك قد فارقت نجدا وأهله ... فما عهد نجد عندنا بذميم
وأقول:
يا أهل جلق لا زالت مفاخركم ... في المجد تسمو علاها فوق كيوان
أغنت مكارم خانيها نزيلكم ... عن أن يعرج في المثوى على خان
ورب واصف خان لي ألم به ... فقلت حسبك ما قصدي سوى الخاني
فلما جاوزنا دمر عرجنا تعريجة، نبتغي الطريق إلى الفيجة، وبين يدينا مكار، جاهل بها ممار، لا يهتدي إليها سبيلا، ولا يستهدي عليها دليلا، فمشى يخبط بنا خبط عشواء، في بهماء دهماء، لا يدري في أي أنحائها يسير، ولا إلى أي أرجائها يصير، فما زال يخطونا ويخطي، ويسرع ويبطي، حتى وافينا على طريقنا شجرا، ألفينا عنده نفرا، فسلمنا عليهم، وجلسنا إليهم وعرفناهم ما نحن فيه، وعرفونا الطريق الذي نقتفيه، ثم أكلنا ورحلنا، وانبرى معنا شاب منهم خفيف الخطا، وأهدى من القطا، فمضى يتخلل بنا شجر التين، ذات الشمال وذات اليمين، حتى وصل بنا إلى درب دمأته الأقدام، وقال لنا الأمام الأمام، فقال المكارى عرفت الدرب

نام کتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر نویسنده : عبد الرزاق البيطار    جلد : 1  صفحه : 980
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست