نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل جلد : 1 صفحه : 110
والإذن بالدخول كان بادئ ذي بدأة ومن غير هذه الغدرة فريضة الإسلام بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النّور الآيتان: 27-28] .
ولكن الأمراء كانوا قد أمنوا الناس فلم يفرضوا الإذن عليهم، فلما وقعت هذه الغدرة رجعوا إلى الإذن والتحصن والتحجب وأحاطوا منازلهم بحراس الليل[1].وكان صلاح الدين يوسف بن أيوب أحسن حظا من عبد العزيز بن سعود إذ حذر فاحتجب منذ أخطأته طعنة الغادر.
وكان صلاح الدين يدني الناس منه ويتحبب إليهم، وما لبث أن أقلع عن عادته هذه وأقلع عنها مضطرا فامتنع واحتجب ولم يعد يلقى أحدا عن قريب إلا من أراده هو وضرب للقائه موعدا.
وقد وقع منه التمنع والاحتجاب حين اعتدت عليه طائفة الحشاشين مرتين فأخطأه الاعتداء فاحتجب عن العامة احتياطا، إلا في المواقع وقد أمن من حوله فيها، فقد صار يضرب حول سرادقه سرادقات تحميه ويقف عليها الحراس[2] وكأنها الأسلاك الشائكة في زماننا.
وإنه لمن الحق على كل زعيم صارت للناس عليه جرأة أو لم يمتنع ويحتجب، ولا سيما حين يصير ملك الناس وحصن آمالهم، وإن ذلك وإن كان يظهر فيه بعض الترفع والكبرياء فإنه من خيرهم وصالح [1] - لمع الشهاب: 56. [2] - مفرج الكروب 2: 45.
نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل جلد : 1 صفحه : 110