نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل جلد : 1 صفحه : 31
الأشعري وأبو حامد الغزالي وكلاهما كان نقي النفس مخلصا، ومن أبرز من ظهروا في عهود التفكير الديني في الإسلام.
وترك الأول مذهبا من الجدل ينصر فيه أهل السنة على المعتزلة، وقد كان أبو الحسن درس الاعتزال من قبل فتعرف طريقته وخبر عيوبه.
وترك الثاني جحفلا من الكتب التي يرد فيها مسائل الزهد والتصوف إلى الفقه وشرائع الدين، وكان منها: إحياء علوم الدين، والمنقذ من الضلال ومقاصد الفلاسفة، وتهافتهم. ومع أن الرجلين لم يسلما من النقد والعتب على بعض ما أخطأ فيه، فإنهما قوما منعطفات الطريق وأضاءا منعرجات الظلام.
واتخذ الأشاعرة مقالات أحمد بن حنبل تضيء لهم المسالك وتحل المشكلات كما فعل إمامهم فاقتدوا به، وقد كان من المعتزلة ثم تاب من القول بخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم جمعة، وكان ذلك بأن رقي كرسيا ونادى بأعلى صوته قائلا:
من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرف بنفسي أنا فلان ابن فلان. كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار.. وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم[1].
ثم كتب الأشعري في الرد على الملاحدة والمعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة، وكان المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم زمانا حتى أظهر الله الأشعري فلاذوا يستخفون في الجحور.
واستقر الأشعري وأصحابه على السنة وإثبات الصفات للذات العلية.
وحين تكلموا عن صفة الكلام قالوا ما قاله الإمام أحمد والأئمة معه ومن [1] - وفيات الأعيان 2: 246.
نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل جلد : 1 صفحه : 31