responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل    جلد : 1  صفحه : 33
لأحد أن يعرف جميع الحقائق والمعارف الإلهية لجميع الخلق فيرفع الاختلافات الواقعة بينهم، فإنه حاول أن يرسم طريق النجاة لكل الخلق، وأرشد إلى أن هذا الطريق قد بينه الله في كتاب بقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد من الآية: 25] .
وقد بينت الآية أن الناس ثلاثة أصناف، وكل واحد من الكتاب والميزان والحديد علاج قوم: فالخواص أهل القريحة النافذة والفطنة القوية الخالية بواطنهم من التقليد والتعصب، فهؤلاء علاجهم بالميزان، وهو ما رسمه القرآن في الجدل الإبراهيمي الذي فيه الحجة البالغة.
والعامة الذين ليس لهم فطنة لفهم الحقائق، وإن كانت لهم فطنة فطرية فليس فيهم داعية الطلب ولا داعية الجدل، وهؤلاء ليس الخوض في الخلافات من عشهم، فهؤلاء لهم الاعتقاد وما في الكتاب من أصول وفروع، من غير أن يشغلوا أنفسهم بمواقع الخلاف، ويكفيهم معرفة الفرائض وما اتفقت عليه الأمة من الحلال والحرام. ومن هؤلاء قوم هم أهل الجدل، فيرى الغزالي علاجهم بالتلطف إلى الحق من غير تعصب عليهم أو تعنيف لهم، وإنما يعالجون بما قال الله سبحانه: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النّحل من الآية: 125] .
وبقي الحديد الذي فيه بأس شديد، وهو علاج الصنف الثالث، وهم الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
ورغم كل علاج فإن الخلاف لم يرتفع بين الخلائق، ولم تزل

نام کتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب نویسنده : عبد العزيز سيد الأهل    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست