وسريح بن يونس وابن المقري قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: مر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- برجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال: النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان" [1] هذا حديث حسن صحيح فرد عزيز لاجتماع هؤلاء الأئمة فيه رواه مسلم عن زهير بن حرب ورواه الترمذي عن أحمد بن منيع جد البغوي ورواه[2] عن ابن المقري فوقع لنا موافقة عاليه لهم مع اختلاف الشيوخ.
أنشدنا الإمام صلاح الدين قال: أنشدنا المعمر شهاب الدين محمد بن محمد بن دمرداش لنفسه قوله:
أقول لمسواك الحبين لك الهنا ... بلثم فم ما ناله ثغر عاشق
فقال وفي أحشائه حرقة الجوي ... مقالة صبٍّ للديار مفارق
تذكرت أوطاني فقلبي كما تري ... أعلله بين العذيب وبارق
ابن خليل [3] الشيخ الإمام العالم الحافظ القدوة البارع الرباني بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر [4] بن خليل العسقلاني ثم المكي المقري المالكي [5] نزيل القاهرة:
ولد سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة وتفقه، وعني بالحديث ورحل فيه وأخذ عن بيبرس العديمي بحلب، وعن القاضي تقي الدين وست الوزراء وطائفة بدمشق، وعن التوزري[6] والرضي الطبري بمكة، وعن طائفة بمصر وقرأ في المنطق، قال الذهبي: كان حسن القراءة جيد المعرفة قوي المذاكرة في الرجال كثير العلم متين الديانة كبير الورع مؤثر الانقطاع والمخمول، كبير القدر انقطع بزاوية بظاهر الإسكندرية على البحر مرابطًا قلت: ثم استوطن القاهرة وساءت أخلاقه، والله تعالى يغفر له. [1] رواه البخاري في الإيمان باب 16 ومسلم في الإيمان حديث 57-59. [2] هنا بياض ولعل الأصل "ورواه ابن ماجه عن ابن المقري" وفي سنن ابن ماجه: حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن عبد الله بن يزيد قال: ثنا سفيان عن الزهري الحديث. ومحمد بن عبد الله بن يزيد هو ابن المقري. [3] الدرر الكامنة 2/ 177 "2212". [4] وسيأتي في ذيل الجلال السيوطي "عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن خليل" ومثله في حسن المحاضرة له وفي الدرر الكامنة بزيادة عبد الله بين محمد وأبي بكر. ورأيت في معجم الحافظ الذهبي وشذرات الذهب ما يوافق ما هنا في ترجمته وفي ترجمة أبيه شيخ الحرم وفقيهه رضي الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم القرشي العثماني المكي الشافعي "المتوفى سنة 696" وكذا في أواخر طبقات الحافظ عند ذكره، والله أعلم. "الطهطاوي". [5] وسيأتي في ذيل السيوطي أنه شافعي المذهب. [6] نسبه إلى توزر بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وراء مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد- معجم البلدان.