نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 5
وحسب العربية مزية أن ليس في اللغات لغة حفظت أصول شعرها وكتابتها تلك القرون العديدة وبقيت واحدة في أطراف الأرض غيرها. ولقد مر عليها أدوار وعصور تختلف بين صعود وهبوط ووقوف.
"وسنذكر في هذه الشذرة طرفاً من ذلك. ونترك التوسع فيه لكتاب غير هذا نؤلفه مختصا بهذا الموضوع".
تصريفها
اللغة مأخوذة من (لغا يلغو) أي تكلم. وأصلها (لغوة) بضم فسكون: حذفت (الواو) منها بعد نقل فتحتها إلى (الغين) فصارت (لغة) . وتجمع على (لغات) و (لغى) .
حصولها
قد اختلف في حصولها. فقال قوم بالتوقيف. وقال قوم بالاصطلاح. ومعنى التوقيف أن الله سبحانه وتعالى علمها الإنسان. ومعنى الاصطلاح أن يجتمع إنسانان فأكثر فيصطلحوا على إن هذه اللفظة لمعنى كذا، وهذه لمعنى كذا، وأطال كل فريق في الاحتجاج لمذهبه. والقول بالاصطلاح باطل عقلا وعلما وشرعا. أما عقلا فلأن الاصطلاح يقتضي سابق اصطلاح، وهذا أيضا يقتضي سابق اصطلاح، وهكذا إلى ما لا نهاية، فهو باطل، لأنه من باب التسلسل. ومن جهة ثانية فإن الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم لا يتركه سدى من غير أن يعلمه لغة يعبر بها عما يخالج ضميره من المعاني والأفكار والحاجيات. وأما علما فلأنه ليس في التاريخ أن قوما اجتمعوا فابتدعوا لغة. وأما شرعا فقد جاء في الكتب المنزلة أن الله هو الذي علم آدم الأسماء كلها.
تدوينها
الصرف والنحو
كانت اللغة العربية من نشأتها إلى سنة ستين (60) للهجرة لغة يتلقفها الأبناء عن الآباء، كما تأخذ صبياننا لهذا العهد لغتنا العامية. فلما جاء الإسلام وفارقوا بلادهم للفتح أو غيره، وانتشروا بين الأعاجم أخذ اللحن في اللغة يفشو، ودبت عقارب العجمة فيها. فتغيرت تلك الملكة بما ألقي إليها مما يغايرها. فخشي أهل الإدراك منهم أن تفسد تلك الملكة، رأسا، ويطول العهد بها، فينغلق القرآن الكريم والحديث الشريف على الفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامهم قوانين لتلك الملكة تعصم مراعاتها المتكلم عن الخطأ. وقيدوا ذلك بالكتابة، وجعلوها صناعة خاصة، واصطلحوا على تسميتها بعلم "النحو". وأول من وضع ذلك "أبو الأسود الدؤلي" المتوفي سنة سبع وستين (67) للهجرة بإشارة الإمام "علي بن أبي طالب" رضي الله عنهما، لأنه رأى تغير الملكة ففزع إلى ضبطها بالقوانين الحاضرة المستقرأة. ثم كتب فيها الناس من بعده إلى أن انتهت إلى "الخليل بن أحمد الفراهيدي" أيام "الرشيد". فهذب الصناعة وأكمل أبوابها. وأخذها عنه "سيبويه" فأكمل تفاريعها، واستكثر من أدلتها وشواهدها. ووضع فيها كتابه المشهور الذي صار إماما لكل من كتب فيها من بعده. ثم كثرت المؤلفات من بعده حتى ضاقت عنها صدور المكتبات.
وكانت "البصرة" و"الكوفة" من أعمر الأمصار التي اختطها العرب. وقد تفرغ من أهليها لضبط اللغة وعلومها نقلا عن عرب البادية بالخروج إليهم، والإقامة ببينهم، والسماع منهم، واستكتابهم. وكان رئيس علماء البصرة "سيبويه" ورئيس علماء الكوفة "الكسائي". وكلاهما قد جاهد مع أتباعه حق الجهاد في المناضلة عن اللغة والذب عن حياضها. وكان بين "البصرة" و"الكوفيين" حروب جدال كثيرة كثرت فيها الأدلة، وعظم فيها اللجاج، وتباينت فيها الطرق. حتى أدى الأمر إلى موت "سيبويه" رئيس "البصريين" غما وكمدا من أجل مسألة حكم فيها عرب البادية عند "الرشيد" لإمام الكوفيين "الكسائي" في قصة طويلة مشهورة.
ثم فصل بعض العلماء عن النحو ما يتعلق بالكلمات المفردة. وجعلوها علما مستقلا سموه "علم الصرف" أو "التصريف". وأقدم صنع ذلك "ابن جني" و"معاذ الهراء".
وأفضل من كتب بعد هؤلاء من المتأخرين هو "ابن هشام". فقد أخرج للناس كتبا هي خير ما رأيناه بعد كتب "سيبويه" وأضرابه.
وقد حدت الهمة بالمعاصرين إلى تأليف كتب تلائم روح العصر. منها كتاب "الدروس النحوية" للجنة من أساتذة المصريين. وكتاب "مبادئ اللغة العربي" للمعلم "رشيد الشرتوني". و"دروس الصرف والنحو" للشيخ "محي الدين الخياط". وكتاب "الدروس العربية" للشيخ "مصطفى الغلاييني" مؤلف هذا الكتاب. وقد كتب كثير غيرهم. ولا يزالون يكتبون نفع الله بهم، حتى تنهض هذه اللغة من كبوتها وترجع إلى سالف مجدها.
متن اللغة
نام کتاب : رجال المعلقات العشر نویسنده : الغلاييني، مصطفى جلد : 1 صفحه : 5