نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 288
عمر بن إسحاق بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن أحمد بن محمود الغَزْنَوِيّ الأصل القاضي سراج الدين الهندي.
ولد سنة أربع أَوْ خمس وسبعمائة تقريباً، واشتغل فِي بلاده وتجرد وساح فِي البلاد. وأخذ عن جماعة من الفضلاء. وقدم إِلَى مصر فِي سنة أربعين ونزل فِي مدارس الحنفية. واشتهرت فضائله. وسمع الحديث ورواه وصنف عدة تصانيف.
وناب فِي الحكم عن جمال الدين التركماني، ثُمَّ عزله عن النيابة فِي سنة تسع وخمسين بإشارة قطب الدين ابن الهِرْماس، فتوصل السراج بأبي أمامة ابن النقاش حتى اجتمع بالسلطان حسن ولازمه فراج عَلَيْهِ إِلَى أن غضب السلطان عَلَى القطب الهرماس وطرده، ثُمَّ استقر السراج قاضي العسكر بعناية يلبغا، وهو أول من وليها من الحنفية. ثُمَّ لما مات الجمال ابن التركماني استقر فِي القضاء استقلالاً، وذلك فِي شعبان سنة تسع وستين، إِلَى أن مات فِي سابع رجب سنة ثلاث وسبعين.
وكان من أئمة الحنفية. صنف الشامل فِي الفقه، وشرح الهداية شرحين كبير وصغير، وشرح البديع فِي الأصول، والمغني، وشرح الزيادات، وشرح الجامع، وشرح عقيدة الطحاوي. وَلَهُ الغرة المنيفة فِي ترجيح مذهب أبي حنيفة، وشرح التائية فِي نظم السلوك لابن الفارض. وَكَانَ يتعصب لَهُ.
ومن مناقبه أن الأمير الكبير أُلْجَاي تولى نظر الأوقاف فاشتد عَلَى الفقهاء وقطع رواتبهم. فكلّمه السراج فِي ذَلِكَ فلم يقبل فأغلظ لَهُ بأن قال: أنت إقطاعك ألف ألف، تستكثر عَلَى فقيه خمسة أَوْ عشرة! فقال: أنا لا آخذ هَذَا إِلاَّ من أجل الجهاد فقال لَهُ: لولا الفقهاء مَا كنت مسلماً، فأطرق ورجع عما كَانَ فِيهِ.
وكان فِي لسانه لثغة تجعل العين ياء، وَكَانَ دمث الأخلاق متواضعاً، كثير التودد، منتصباً لقضاء حوائج الناس. وَكَانَ يتعصب لمن يخدمه ويقصده، حَتَّى
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 288