نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 391
فيعترف ويبكي ويدَّعي أنه لا يقدر عَلَى وفائه ويسأَل خصمه فِيهِ فلا يُجيبه فيغرم عنه.
وحكى بعض الشاميين أنه حصلت لَهُ إضافة فقال لبعض أصدقائه: قدّمني إِلَى القاضي فلعلَّه يُعطيك عني شيئاً أنتفع بِهِ. ففعلتُ وقلت: أيَّد الله القاضي: لي عَلَى هَذَا الرجل ستّون درهماً صحاحاً. فقال: مَا تقول؟ فأقرّ. فقال: أعطه حقَّه، فبكى وقال: مَا معي شيء. فقال لي: إن رأيت أن تنظِره؟ فقالت: لا. قال: فصالِحه. فقلت: لا. فقال إنك لقيط فما الَّذِي تريد؟ قلت: السجن. فقال: لا تفعل. فأدخل يده تَحْتَ مصلاَّه فأخرج دراهم فعدَّ لي ستين درهماً فدفعتها للرجل وآليت أن لا أفعل ذَلِكَ بعدها.
وحكى أبو زرعة أنه كَانَ عند عبيد الله بن سليمان بن وهب وهو وزير وَكَانَ قدِم دمشق قال: فقال لي: يَا أبا زُرعة، بلغني أن القضاة والشهود يركبون بخفاف بغير سراويل، فقال: معاذ الله أَيُّهَا الوزير. قال: واتفق أني كنت بغير سراويل فعاهدت الله إن سلِمتُ من التفتيش أن لا أعود، فسهَّل الله أن نهضت قبل أن يمتحنني بالتفتيش.
قال ابن زولاق. وَكَانَ أبو زرعة أحد الأكَلة، فيقال: إنه أكل سَلَّةَ مِشمِش، وسَلَّة تين، وسَلَّة خَوْج.
قال: وَلَمْ يزل أبو زرعة عَلَى القضاء إِلَى سلخ صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين إِلَى مَا صرفه محمد بن سليمان الكاتب لمحمد بن عَبْدَة، ثُمَّ خرج محمد بن سليمان وهما معه فولَّى محمد بن سليمان أبا زرعة قضاء الشأْم. وتأخرت وفاة أبي زرعة إِلَى سنة اثنتين وثلاثمائة فمات فِي شهر ربيع الآخر منها. ويقال مات سنة إحدى وثلاثمائة. حكاه ابن عساكر. وقيل: مات فِي شوال سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال محمد بن يوسف الهرويّ: قلت لأبي زرعة القاضي: مَا أكثر حمل إسماعيل بن يحيى المُزَنيّ عَلي عن الشافعي. فقال: لا: بل مَا أكثر ظُلم المزني للشافعي.
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 391