responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 408
قال يحيى بن عثمان بن صالح المصري: كَانَ زي أهل مصر وجمال شيوخهم وأهل الفقه والعدالة منهم لبس القلانس الطوال، وكانوا يبالغون فِيهَا، فأمرهم ابن أبي الليث بتركها ومنعهم من لبسها وأن يتشبهوا بلباس القاضي وزيه، فامتنعوا. فجلس فِي مجلس حكمه فِي المسجد وَقَد اجتمع أولئك الشيوخ، فأقبل عبد الغني ومطر جميعاً فضربا رؤوس الشيوخ حَتَّى ألقوا قلانسهم.
قال ابن أبي الحَديد: حدثني عُتبة بن بِسطام قال رأيت قلانس الشيوخ يومئذ فِي أيدي الصبيان والرعاع يعبون بِهَا، وكانوا بعد ذَلِكَ لا يدخلون إِلَى ابن أبي الليث ولا يحضرون مجلسه بقلنسوة.
ولما عزل ابن أبي الليث استمر كثير من الشيوخ عَلَى ترك لبس القلانس. واتفق أن أهل مصر خرجوا إِلَى الاستسقاء فخرج ابن أبي الليث فبصُر بِهِ بعض المصريين فوثبوا بِهِ ورموا قلنسوته، فرأيت بعد ذَلِكَ يلعب بِهَا بعض الصبيان. وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ وبيم مَا فعله بقلانس الشيوخ ثمانية أيام.
ولما أذن المتوكل لابن أبي الليث بالحكم فِي أموال الجروي عَلَى بني عبد الحكم أخرج ابن أبي الليث من السجن، فأمره عبد الواحد بن يحيى أمير نصر أن يحكم فحكم عليهم بألف ألف دينار وأربعة آلاف. وحكم عَلَى زكرياء كاتب العُمَريّ بثمانية آلاف دينار، وذلك لثمان خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ومائتين.
ومات عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم فِي العذاب لأنه كَانَ أَقَرَّ أنه صار إِلَيْهِ من مال الجروي تسعة آلاف دينار، فألزم بحملها، فلم يجد عنده مَا يرد بِهِ، فعذب حَتَّى مات فِي ذَلِكَ.
وذكروا أنه صار لقوصرة صاحب الخبر اثنا عشر ألف دينار، ولابن أبي عون ستة عشر ألف دينار، وعيسى بن صفوان النصراني كاتب قوصرة ستة آلاف دينار وأقرّ محمد بن هلال أن عنده من كال الجروي نيفاً وثلاثين ألف دينار أودعها عنده بنو عبد الحكم.
وقال أبو عمر: أخبرني أحمد بن الحارث بن مسكين، حدثني نصر بن مرزوق،

نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست