نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 413
التاريخ والآداب يد، وَكَانَ دمث الأخلاق طاهر اللسان عفيف الفَرْج. وسلك فِي ولايته خلاف مَا ألف من البرهان ابن جماعة من عدم التوقف فِي الأمور وإجابة الرسائل. فاستكثر من النواب ومن الشهود ومن تغيير الحكام فِي البلاد لمن يبذل فِي ذَلِكَ المال، وكثرت الشناعة إِلَى أن وقعت كائنة الشيخ سراج الدين ابن الملقن.
وملخصها: أنه كَانَ يصحب برقوق قبل أن يلي السلطنة ويسمع عنده صحيح البخاري، وَكَانَ حسن السمت، بهي الشيبة، فعينه لقضاء الشافعية.
وكان من عزمه أن تكون ولايته مجاناً، فاستبطأه فأشار عَلَيْهِ أن يجتمع بالأمير بركة، فتوجه إليه فتكلم معه أستاداره أن يبذل للأمير مالاً، فكتب لَهُ خطه بألفي دينار أَوْ أكثر، فاجتمع بركة ببرقوق وأراه الخط فانزعج وأمر شاد الدواوين أن يستخلص منه المال، وغضب عَلَيْهِ وأبعده، فما خلص منه إِلاَّ بشفاعة الركراكي. وَكَانَ يدل عَلَى برقوق وحضر الشفاعة معه الضياء والبلقيني والأبناسي وغيرهم، كذا قرأت بخط البشبيشي وهو قَدْ أدرك الواقعة، فلما خلص لزم منزله وصرفه ابن أبي البقاء من النيابة عنه.
ثم كثرت الشناعة عَلَى ابن أبي البقاء فعزل بالبرهان ابن جماعة. وَكَانَ قَدْ أحضر عَلَى البريد من القدس فِي ثالث عشري شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وسبعمائة. ثُمَّ أعيد البدر ثانياً فِي يوم الخميس سلخ صفر سنة أربع وثمانين بعد صرف البرهان فسار عَلَى عادته، إِلاَّ أنه لَمْ يستكثر من النواب ولا الشهود.
واتفقت لَهُ كائنة بسبب تركة ابن مازن شيخ عرب البحيرة، وَكَانَ لما مات ترك أيتاماً وتركة واسعة جداً، فاختلس بعض معارفه من التركة مالاً كثيراً. ثُمَّ جاء إِلَى القاضي فالتمس منه أن أمين الحكم يضع يده ليستتر هو فسارع القاضي إِلَى ذَلِكَ، فشاع فِي الناس قصة الَّذِي اختلس، فنسبوا ذَلِكَ للقاضي وأمينه، إِلَى أن طلب الظاهر القاضي وكلمه بكلام سيئ فالتجم وَلَمْ يحسن يتخلص، فأغرمه فِي تِلْكَ الكائنة مائة ألف قيمتها إذ ذَاكَ خمسة آلاف دينار. فباع فِيهَا ثياباً وكتباً وغير ذَلِكَ. ولما أكملها عزل وقرر ابن ميلق فِي رابع شعبان سنة تسع وثمانين.
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 413