نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 430
وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي فِي " طبقات الفقهاء " بعد الحارث ابن مسكين فقال: ومن دون هؤلاء أبو الذكر محمد بن يحيى المالكي قاضي مصر تفقه عَلَى يوسف بن عيسى المغامي. أخذ عنه أبو الطاهر محمد بن عبد الغني.
وقال الحسن ابن زولاق نظر فِي الأحكام وتصلّب فِي حساب الأُمَناء وَكَانَ من جملتهم ابن الحدَّاد، وكانوا قَدْ تهيئوا لتوديع أبي عبيد ابن حربويه فمنعهم أبو الذكر، وَكَانَ لَهُ عندهم أموال فسلّموها ثُمَّ أُخْرجُوا وأسمعهم المكروه فتأخروا، ولو أمكنهم الذهاب مع أبي عبيد إِلَى العراق لفعلوا، فولى أبو الذكر القضاء إِلَى يوم الخميس ثامن عشر صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة فوصل أبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الكُرَيْزِيّ من قبل ابن مُكرَم فباشر القضاء، وكانت مدة ولاية أبي الذكر ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وعاد يتعاطى الشهادة مع الشهود ويشهد عند الكُرَيْزيّ الَّذِي ولي بعده، ثُمَّ استنابه أبو جعفر ابن قُتيبة فِي الفَرض فباشره، ثم استنابه محمد بن بدر أيضاً في الفرض فباشره وزاد بأنه كان يحكم للمطلقة ثلاثاً بالسكنى والنفقة عملاً بمذهب مستنيبه تاركاً لمذهبه فِي ذَلِكَ.
ولما اعتل محمد بن بدر علّته الَّتِي مات فِيهَا استخلف أبا الذكر فِي النظر فِي الأحكام، فنظر إلى أن مات. فلما مات محمد بن بدر وذلك لثلاث بقين من شعبان أمر الإخشيد أمير مصر أبا الذكر أن ينظر فِي الأحكام، فركب إِلَى مسجد محمود لالتماس هلال رمضان عَلَى العادة، وركب معه الشهود وأعيان البلد وغيرهم من الناس. فلم يكمل عشرة أيام حَتَّى جاء كتاب الحسين بن عيسى باستخلاف الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري. وتأخرت وفاة أبي الذكر إِلَى يوم الفطر سنة أربعين وثلاثمائة فمات وصلى عَلَيْهِ أخوه مؤَمَّل بن يحيى الأسواني، وبلغ أبو الذكر خمساً وثمانين سنة.
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 430