نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 435
يكمل أيضاً. وَكَانَ فصيح الإيراد حسن الحظ جدَّاً عذْب العبارة وافر الحرمة فاخر البزة.
وجرت للطوفي معه كائنة مشهورة مذكورة فِي ترجمة الطوفي، وَكَانَ أولها أن الحارثي تكلم فيمن بلغ رتبة الاجتهاد فقسم المجتهد إِلَى ثلاثة أقسام، فقال لَهُ الطوفي: فسيدنا من أي الأقسام؟ فسكتَ فغضب ولد القاضي وثار عَلَى الطوفي.
ثم جرت لَهُ معهم كائنة أخرى، وادعى عَلَيْهِ عند نائب الحكم بأنه رافضي فأنكر، فقامت عَلَيْهِ البينة فأمر بِهِ فضُرب وطوف بِهِ وسُجن ثُمَّ نفي إِلَى الشام، فتوجه من الطِّينَة إِلَى دمياط فأقام بِهَا مدة ثُمَّ توجه إِلَى قوص فأقام بِهَا مدة، ثُمَّ حج منها، ثُمَّ جاء إِلَى القدس.
ثُمَّ صرف الحارثي عن القضاء بعد سنتين ونصف من ولايته واستقر تقي الدين أحمد بن عوض، واستمر مقبلاً عَلَى الإفادة حَتَّى كَانَتْ وفاته فِي رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبعمائة. ودرس بالجامع الطولوني والصالحية وقَدَّمَ الفضلاء من أهل مذهبه عَلَى غيرهم.
مُسَلَّم - بتشديد اللام - بن علي بن عبد الله أبو الفتح الرَّسْعَني يلقب ثقة الملك الإسماعيلي من المائة السادسة.
ولي القضاء فِي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وصرف فِي ذي القعدة سنة ست عشرة. ولما ولي المأمون ابن البطائحي اتفق أن مات فِي ولايته عز الأمة محمود بن ظفر والي قوص فعمل عَزَاءه وبات فِي تربته ومعه أعيان الدولة، فحضرت صلاة الصبح فتقدم القاضي فأمّ الناس فحصل لَهُ زمع فَأُرْتِج عَلَيْهِ فِي قراءة الفاتحة فلحن، ثُمَّ قرأ (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) فوقف عند قوله: (نَاقَةَ الله) ساعة، ففتح عَلَيْهِ الوزير فلم يتيقظ ثم قرأنا وسقناها - بالنون بعد القاف - فأكمل المأمون الصلاة. ولما انفصل المجلس وكل الوزير بالقاضي من يحفّظه من القرآن مَا يصلى بِهِ، وصرفه عن القضاء وقرر لَهُ راتباً فِي كل شهر، وولي مكانه يوسف بن أيوب المغربي.
نام کتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 435