نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 114
كافاه ذو العرش بالاحسان عن كرم ... اسدى وبلغ ما يرجوه من أمل
والبيت الأول هذا نصه شعر
يا نجل أشرف قيل ... وافاك عيد مبارك
والبيت الثاني وهو تاريخ شعر
دم في سرور هنّى ... عام المنى كله دام
والبيت الثالث وهو تاريخ أيضاً شعر
مسعود أنشا باني ... مجد للملك دارا
وإنما أحوجه إلى هذا التكلف التزام التاريخ وهذا النمط اعتنى به المتأخرون فنفخوا في غير ضرم. واستسمنوا ذا ورم. والسلاسة والانسجام غير هذا ومن شعره أيضاً قوله في مليح اسمه عيسى
وشادن من بني ثقيف ... بسهم ألحاظه رميت
خالف في المعجزات عيسى ... فذاك يحيى وذا يميت
وتعزى إليه هذه القصيدة المشهورة
لا تلومي في ولوعي بالحبش ... إن عقلي حار فيهم واندهش
كيف لا أصبو إليهم ولهم ... مدخل في كل قلب ومحش
ملكوا رقى بملكى رقهم ... فأنا الموقع نفسي في البلش
وبروحي منهم انسية ... سلبت بالدل عقلي والورش
ذات خد مذهب ليس يرى ... في صفا مرآة مرآه نمش
وفم عذب حلا مرشفه ... لو سقى المنعوش منه لانتعش
ما إلى الورد سبل وارى ... عندي الماء وبي أقوي العطش
إن تحرم قربها بنت أختها ... ربما حلت إذا المفتى فتش
نلت منها في خفاء قبلة ... عند ما زاد هيامي وطفش
فجرت أدمعها في خدها ... فأرتني الروض مخضلاًّ برش
ثم قالت هكذا يا سيدي ... جال في صدرك بيعي وانقش
فاعتراني لاعج من قولها ... لسع الأحشاء منى ونهش
طالما بت بها في غبطة ... آمناً من كاشح عنا نبش
وإلى يسراي أخرى مثلها ... طفلة بظلم من فيها خدش
كاعب هيفاء راقت خضرة ... جال في ريحانها طل الغبش
سمة الظبي حوتها واسمه ... فاحتواها الشبه منه واحتوش
بعتها لا عن رضي والدمع في ... صحن خديها وخدى قد طرش
فتنة الأولاد والزوجة ما ... برحت تمزج بالنصح الغشش
ذهبت تلك وأما هذه ... دملي منها لأني ما انتكش
رب دبرني ولاطفني عسى ... هذه الكربة عن قلبي تنش
وأظن لمن هذه القصيدة ليست له بل لجده الشيخ عبد العزيز الزمزمي المتوفي سنة ست وسبعين وتسعمائة وقد أرخ وفاته الشيخ عبد الرحمن الخفاجي بقوله
إن من أجرى الدموع على ... عز دين الله قد أفلح
قد أتى تاريخه ضبطاً ... بجنان الخلد قد أصبح
ومن شعر الشيخ عبد العزيز هذا قوله في جاريتيه غزال ودام السرور لما باعهما وندم عليهما قوله شعر
بجاريتيّ كنت قرير عين ... وافق مسرتي بهما منير
فنغر صرف أيامي غزالي ... فلا دامت ولا دام السرور
الشيخ فخر الدين أبو بكر الخاتوني
كاتب ماهر. وشاعر قلد الطروس من نظمه عقود الجواهر. وأديب سهم أدبه لشواكل الأغراض مصيب. وأريب أحرز من الفضل أوفر سهم ونصيب. جرى في مضمار القريض ملء عنانه. فاجتنى زهور رياضه واقتطف ورود جنانه. وهو ممن حلب الدهر أشطره. وقرا من رقيم الزمان أسطره. فأفنى من دهره السبد واللبد. وقال لنسر عمره انهض لبد. وشعره بحر لا يلفى لمده جزر. رقيق الحواشي لا هراء ولا نزر. فمن بدائعه التي هي من بديع الحسن مصوره. قوله مخاطباً أهل المدينة المنوره. على ساكنها وآله الكرام. أفضل الصلاة والسلام
يا أهل طيبة لا زالت شمائلكم ... كالروض باكره سار من الديم
أنفاسكم والنفوس الغرّ لا برحت ... كالزهر والزهر في لطف وفي كرم
ما أمكم زائر إلا وآب بما ... يربو على فكره من كل مغتنم
فأنتم الطاهرون الطيبون ومن ... لا ريب في مجدهم من سالف القدم
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 114