نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 131
الشيخ عبد الله بن سعيد باقشير
خاتمة أئمة العربيه: وقائد أزمة صعابها الأبيه. ومن له فيها المزية العظمى. والمحل الرفيع الأسمى. مع تعلق بسائر الفنون. وتحقق صدق به الظنون. ورتبة في الأدب معروفه. وهمة إلى تأثيل الفضل مصروفه. رأيته غير مرة بالمسجد الحرام في حلقة درسه. وهو يجني الأسماع من روض فضله ثمار غرسه. وقد أصغت الأسماع إليه. وجثت الطلبة على الركب بين يديه. وبلغنا أنه توفى هو وأخوه وولداه سنة ثمان وسبعين وألف. ومن الشعر اللباب المتخير. والزلال الذي يأمن طعمه ولا يتغير. فمن قوله من اجازة
كم من علوم أردناها فما بعدت ... عنا وحزنا معاليها على سند
ففاتنا صفوها بالترك إذ ضعفت ... أجسامنا بذهاب الجلد والجلد
وهذه سنة الله التي عهدت ... في الأقدمين وما زالت مدى الأمد
وقد رأيت بحمد الله طائفة ... قاموا بأعبائه من كل مجتهد
وحصلوا منه حظاً وافراً فأدم ... الهنا فيهم الامداد بالمدد
وقطع ما عافهم من كل عائقة ... وأنفع بهم كل ذي قرب ومبتعد
وقوله
جاذبتها طرف الحديث مفاكهاً ... فأبت سوى التهديد والتعنيف
ورجوت منها الوصل لمحة ناظر ... لأفوز بالتكريم والتشريف
فكأنها التنوين رام اضافة ... للصرف أو لازالة التعريف
وقوله
يا رب ما أمرضت من مسلم ... فنجه من ثقل العائد
فإنه اعظم مما به ... ولم يفد رمز من الجامد
وقوله
مناصب العز بأيدي الرعاع ... من ذكرها ينقصم الظهر
يا زمناً نكس أعلامه ... ملاذ من تمتحن الصبر
أخوه الشيخ محمد بن سعيد باقشير
أديب بارع. وشاعر له في مناهل الأدب مشارع. نظم فأجاد. وأرزم سحاب نظمه فجاد. فعلت رتبته في القريض وسمت. وأفترت ثغور محاسنه وابتسمت. كل ذلك عن غير تكلف نحو وعروض. بل عن قريحة تذلل له جوامح الكلام وتروض. فجاء نظمه السهل الممتنع. ونزهة الناظر المستمع. وها أنا أثبت منه ما تصطبحه مداماً. وتديره كؤساً بين الندامى. فمنه قوله يمدح السيد أحمد بن مسعود
علقاً أظنك بالظباء الرود ... أو والهاً بهوى الظباء الغيد
أسبلن أمثلة الغداف غدائراً ... سوداً تطول على الليالي السود
وسفون عما لو لطمن بمثله ... خد الظلام لما بدا بالبيد
بيض يرنحهنّ ريحان الصبا ... تيهاً كخوط البانة الاملود
عذر العذول على الهوى فيها وقد ... عنت لنا بين اللوى وزرود
فطفقت أنشده على تأنيبه ... أرأيت أي سوالف وخدود
تربت يد اللوام كم الظت حشا ... دنف بألهوب من التفنيد
أو ما دروا أن الجمال حبائل ... ما أن يصاد بهنّ غير الصيد
ولرب مخطفة الحشا بهنانة ال ... متنين مفعمة الازار خرود
ترنو فتحسب أم خشف ثارها ال ... قناص عن خضل الكلا مخضود
لله أحداق الحسان وفعلها ... في قلب كل متيم معمود
الحفتني البرحاء لكن امروءٌ ... وزرى بركن في الملوك شديد
بسميدع من آل أحمد ماجد ... لا بالكهام بدا ولا العربيد
وجواد مصعبة إذا سيل الندى ... أولى وجاد بطارف وتليد
طابت أرومته بأصل ثابت ... عرقاً وفرع مثمر بالجود
متسنم العلياء لا بالنكس عن ... تحصيل غايتها ولا الرعديد
لو حاول العيوق نيلاً لم يعق ... عنه ولم يك نيله ببعيد
أو لو يحاول ألف عنقاً مغرب ... صيدت بجد مؤيد صنديد
قال اقشعر العام غيث مسبل ... وإن اكفهر السام ليث مودى
خلق ارق من السلاف ومهجة ... أقسى على الحدثان من جلمود
بلغت بنو الحسنين شاواً لم ينل ... من قبلهم لمسوّد ومسود
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 131