نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 186
فجميل الخلال لا يرتضيني ... وقبيح الخلال لا أرتضيه
فالبرايا لذا وذاك جميعاً ... لي خصوم من عاقل وسفيه
وقوله
لك الله من دهر توالت صروفه ... علينا فأولى ضد ما نتمناه
فقرّبنا ممن نود بعاده ... وأبعدنا عمن نود ونهواه
وهو من قول المتنبي
أما تغلط الأيام فيّ بأن أرى ... بغيضاً تنئى أو حبيباً تقرب
وله أيضاً
المرء لا يسلم من حاسد ... أو شامت في اليسر والعسر
فهو على الحالين لا بد أن ... يلحقه نوع من الشر
وله
واعجبا منا ومن حبنا ... للمال ما ذلك الابوار
فآخر الدرهم همّ يرى ... وآخر الدينار لا شك نار
البيت الثاني من قول الأول
النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء ما دام مشغوفاً بحبهما ... معذب القلب بين الهم والنار
وقال أيضاً
مدت حبائلها عيون العين ... فاحفظ فؤادك يا نجيب الدين
في هجرها الدنيا تضيع ووصلها ... فيه إذا وصلت ضياع الدين
وهو من قول الآخر
يا قلب دع عنك الهوى واسترح ... فلست فيه حامداً أسراً
أضعت دنياك بهجر وإن ... نلت وصالاً ضاعت الأخرى
وعكس ذلك بعضهم فقال
يا قلب لا تدع الهوى ... وارفض مقال أولى الزهاده
إن كان وصل فالمنى ... أو كان هجر فالشهاده
وقال أيضاً
وإذا كانت الحياة إلى الموت ... فقصر الآمال أولى وأحرى
فالخطايا تزداد والعيش ضنك ... فهو أولى لا شك أولى وأخرى
وقال أيضاً
كل امرء دون أمرين ... من الأنام مقصر
أما امرؤ متوكل ... أو آخر متهور
وقال في السيد خلف بن مطلب وأجاد في التورية
إذا جرى ذكر ذي فضل ومكرمة ... ممن مضى قلت خلواً ذكر من سلفا
الحمد لله أهل الحمد إن لنا ... عن كل ذي كرم ممن مضى خلفا
وقال لما بلغه نعي الشيخ حسن بن الشهيد رحمهما الله تعالى
جودي بدمع مستهل غزير ... يا عين فالخطب جليل خطير
وإن رقى الدمع فسحي دماً ... ففادح الرزء بهذا جدير
دك لعمري جبل شامخ ... كادت له الشم العوالي تسير
طود على بحر نهىً يا له ... من أوحد ليس له من نظير
وقال أيضاً
ما لي على هجرك من طاقة ... ولا إلى وصلك لي مقدرة
لكنني ما بين هذا وذا ... فرطت في دنياي والآخرة
وقال أيضاً
ما صفا الدهر لامرء قط يوماً من البشر ... فإذا مشرب صفا عاند الدهر في آخر
وقال أيضاً
جبت البلاد فما وجد ... ت به صديقاً صادقاً
يا قلب فاحذر لا تكن ... فيها بخل واثقا
وقال أيضاً وهو مما ليس في رحلته
إذا كان ريح المسك ينكر ضائعاً ... لدى بلد فالمسك لا شك ضائع
وقد يعذر المجروح في ترك شمه ... ففي البين داء ذلك الداء مانع
البيت الأول ينظر إلى قول الشريف قتاده
وما أنا إلا المسك في غير أرضكم ... أضوع وأما عندكم فأضيع
وقال في رحلته
كنا ببستان جلوساً إذ قدم ... شخص من الأعيان من أهل العجم
فقال نحن الشام ذاهبونا ... وحج بيت الله قاصدونا
وإن كتبتم لهناك رقعة ... نوصلها لكن بوجه السرعة
ولم يكن الامداد أحمر ... وورق صافي الأديم أصفر
فجاء في رؤيتي بيتان ... شعراً بديعاً وهما هذان
فمدمعي مثل مدادي والورق ... لو ندّ لوني ولكني أرق
فطلق النوم جفوني فلذا ... عوضني عنه بتزويج الأرق
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 186