نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 229
وقوله مؤرخا وفاته
شيخنا الحاتمي في الكون فرد ... وهو غوث وسيد وإمام
كم علوم أتى بها من غيوب ... من بحار منها استمد الغمام
إن سألتم متى توفى شهيداً ... قلت أرخت مات قطب امام
وهو عام أربع وثلاثين وستمائة وقوله في صدر قصيدة مدح بها الشيخ أحمد المقري وهي من أمثل شعره
ظبي بوسط الفؤاد قائل ... أعجز بالوصف كل قايل
ظبي بأجفانه سباني ... وسحرها ينتمي لبابل
يرمي بسهم اللحاظ لما ... يرنو فيصمي الفؤاد جاعل
قد فتن العقل من تجنى ... عليّ حتى غدوت ذاهل
له قوام كخوط بان ... أو كالقنا مائد ومائل
بدر بدا كامل المعاني ... في القلب والطرف راح نازل
قد أسر القلب في هواه ... ومطلق الدمع فيه سايل
وما بقي لي منه خلاص ... سوى مديحي مولى الأفاضل
أحمد المقري من قد ... سما على البدر في المنازل
مولى جواد له اياد ... كالغيث تهمي لكل سائل
علامة حاز كل فضل ... مديد جود لكل آمل
أبو الفتح محمد بن حمد
بن عبد السلام التونسي الأصل الدمشقي المنشأ
أحد الفضلاء الأعيان. وأوحد أئمة البيان. له في الأدب قدح يحول. وصوانع غرر وحجول. سدد صعاد قرايحه واشرع. وكرع من الفضل في أغزر مشرع. وقفت له على بيتين يهمى منهما صوب البلاغة ويجود. لولا يفهم منهما من القول بوحدة الوجود. والله أعلم بحقيقة اعتقاده. وهو المطلع على خفايا صدور عباده. والبيتان هما قوله
بانعكاس الشعاع في المرآة ... وانعطاف الصدى على الأصوات
أيقن الناس أنه ليس في الكون س ... وى مقتضى شؤون الذات
الشيخ محمد خضير الدمشقي
حياك بالوردة البيضاء ذو هيف ... قوامه كقضيب البان معتدل
كأنها واحمرار قد تكنفها ... بياض صفحة خد زانها الخجل
صدقه الشامي أنشدني له شيخنا العلامة محمد الشامي قوله
في خده عرق بدا. ذو حمرة لصفائه ... هذا يصدق قولهم. الماءلون انائه
الشيخ فتح الله بن محمود
بن بدر الدين البيلوني الحلبي
فتى العلم وكهله. وبيت الفضل وأهله. الحكيم الحكم. السائر الأمثال والحكم. معدن المعارف وكنز الافادة. وكعبة الفضائل وقبلة الوفادة. تصانيفه في سماء الوجود كواكب. وتآليفه لجمع الفوائد مواكب. إلى أدب مورده في البراعة معين. يحسد اثمد مداده كحل عيون العين. وديوان شعره عزيز المثال. وأكثر مقاطيعه حكم وأمثال. وكان له مجلس وعظ ونصح. يزدحم لسماعه البكم والفصح. فيقرع الأسماع بتذكيره وتحذيره. ويصدع قلوب أولي المنكر بنكيره. ويقص من المواعظ أحسن القصص. ويقسم من أخبار الخوف والرجاء أوفر الحصص. ولم يزل سالكاً هذه السبيل. وارداً من صفو عينها السلسبيل. حتى طوى الدهر منه ما نشر. والدهر ليس بمأمون على بشر. فتوفى سنة اثنين وأربعين وألف بحلب الشهباء ودفن بزاوية آبائه النجباء. ومن مقاطيعه المشار إليها قوله
يقولون أن العتب باب إلى القلى ... فقلت وترك العتب باب إلى الحقد
ورب قلي تلقاه برداً على الحشا ... ولكن نار الحقد دائمة الوقد
وقوله
وإذا أردت أن تكون براحة ... في صحبة الخلطاء دون جفاء
فافرض قديمهم حديثاً في الولا ... واغنم ولاه بلا اشتراط وفاء
وقوله
وإذا أراحك صاحب من منة ... بالمنع فاشكر منعه فهو العطاء
وإذا أباحك منحة فاعدد له ... شكراً وحاذر في الشهود من الخطاء
وقوله
من يحاول لمن أساء جزاء ... فهو فيه ومن أساء سواء
خير ما استعل اللبيب احتمال ... رب داء أضر منه الدواء
المصراع الأخير من هذين البيتين أورده صاحب الريحانة قائلاً أنه من أمثاله المرسلة ولم يذكر ما قبله فذكرناه لئلا يتوهم أنه مصراع قد وقوله
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 229