نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 236
الاخلاص فيما بيننا فاتحة الكتاب والاختصاص أشهر للناس من فلق الصبح لأولي الألباب. فوالعصر أنك مفرده وساعده. وعضده وسيده. تبت يدا أعدائك فهم الكافرون للنعم. ويل لكل في موقف الحشر من التغابن عند زلة القدم. تبارك الذي جعل الانسان الكامل. وأظهر تلك النبأ الذي حلي به من عموم العالم. وخصوص آل طه ويس في صدور المحافل. واختار للطالبين مرشداً. وأنت المستعان المستغاث في حالة الندا. أهدي إليك تحيات اعرابها مبني على الضم والجمع. وتسليمات تحرك سواكن الأشواق وتطلق عوامل الدمع. كيف لا وأنت المولى الذي ل يتخذ القلب عن عطفك بدلاً. وأصبح تأسيس تأكيد الحب الصادق عندك يجتلى. أبقاك الله راقياً معارج مدارج المجد. وناهج مباهج السعد. ومروضاً روض الأدب بوابل فضله. وجامعاً في البلاغة كل شكل إلى شكله. مع عمر مديد يطاول الأبد. ومنح تستغرق العدد. في عزة تتقاصر عنها قياصر العلماء. ومجد تتطامن له رؤس العظماء. وعلم مثقف القنا مشحوذ القواضب. وفهم يحل فوق السها معافد المجد ومقاعد المراتب. حيث تخفق بنود العلوم. وتقذف أنواء الفهم. ويتضح المنطوق والمفهوم. وينفخ أسرافيل اللوح الالهي في أصوار الأسرار أرواح الالهام. ويتلو جبريل التنزيل على الأعلام في ذلك المقام آيات الأعلام. في أيها البحر الذي ملك سد زمام اليراعه. وانقادت بيده أزمة البراعه. والفصيح الذي سد على ذوي الفصاحة الطرق. وجاء بالنجم مصفداً من الأفق. وعقايل أوصافه الفاخرة تتبرج. وصل إلي كتابكم المرقوم. ودر خطابكم المنظوم. فما هو إلا نور النبراس. أو مدارك الحواس. أو لذة السمع. أو مقلة الدمع. أو نفحة الند. أو صبا نجد. أو نسيم السحر. أو بلوغ الوطر. أو عقود اللآل. أو السحر الحلال. فرأيته قد جمع منشيه فيه فنون الأوائل والأواخر. وشنف الأسماع وحلي الأجياد بقلائد العقيان والجواهر. إلى غير ذلك ومن شعره ما كتبه إلى الشيخ المذكور أيضاً في صدر كتاب
ما غصون قد رنحتها شمال ... فهي نشوى ما أدبرت وشمول
ما رداح قد أشرقت بجمال ... ما سعاد وعزة وشمول
ما رياض أغصانها مزهرات ... صح فيها النسيم وهو عليل
مثل أسنى تحية وسلام ... لامام له مقام جليل
عالم العصر والزمان بحق ... هو لي والعروض نعم الخليل
هو شمس قد أشرقت بالمعالي ... هو بدر لا يعتريه أفول
هو فخر الورى لها لسعد قاض ... ما لشخص إلى علاه سبيل
هو عبد الرحمن خير امام ... قد تسامت فروعه والأصول
علمه كامل بسيط مديد ... فضله وافر سريع طويل
وله منطق بديع المعاني ... ببيان حديثه مقبول
وكتب إليه أيضاً من أبيات
تحية فاقت نسيم الصبا ... لها فؤادي بارتياح صبا
أريجها صاب وأنفاسها ... فاقت على أنفاس زهر الربا
تهدي لبحر العلم والفضل من ... له الهي بالمعالي حبا
للعالم العلامة المرتقى ... أوج العلى والأكرم المجتبى
لعابد الرحمن شمس التقى ... كنز أولي العلم العظيم النبا
مولى جليل عام مرشد ... عن كل علم لم يزل معربا
لم تر عيني أبداً مثله ... بين البرايا مشرقاً مغربا
فأجابه بقوله من أبيات طويلة
وافتكم مختالة قوقبا ... تحية من نحو وادي قبا
هبت بها ريح الصبا نحوكم ... تنوب عن صب بكم قد صبا
أقام في مكة جثمانه ... والقلب في أرجائكم طنبا
تهزه الأشواق قسراً كما ... تهز غصن الشيح شيح الربى
تؤم ربعاً حله سيد ... في مجده قد جاوز الكوكبا
امام هذا العصر من صيته ... قد طبق المشرق والمغربا
فهو بمصر صدر في وقته ... مجدد للشافعي مذهبا
ومن بديع شعره قوله
يا من جميعي بآي الحمد ذاكره ... وشعب قلبي لديه الحب عامره
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 236