نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 305
وكابدت الأسى والحزن أذلاً ... أخ يدري بذاك ولا حميم
زعمت بأن وجدك فوق وجدي ... وذاك لأنني صب كتوم
أعرض أن بكيت بذكر حزوي ... ولا حزوى عنيت ولا الغميم
ولولا المنجدون لما شجتني ... طلول بالغوير ولا رسوم
ألا يا منجدون ولم يعودوا ... لقد أبطأتم فمتى القدوم
وله أيضاً
وليلة باتت براغيثها ... ترقص إذ غنى لها البق
فكدت من همي وأفراحها ... أنشق لولا الصبح ينشق
السيد عبد الله بن السيد حسين
البحراني
أديب يبين أفراد الأعيان. الممثلين فرايد البيان للعيان. ينظم شعراً جزلاً. فيجيد جداً وهزلاً. ويزيل به عن المسامع أزلاً. ونثره أحسن مغنى وأتقن لفظاً ومعنى. وقد صحبني سنيناً. وما زلت بفراقه ضنيناً. حتى فرق الدهر بيننا. فمن نظمه ونثره ما كتبه إلي.
فخر العلى بحر المكارم لم تزل ... بكم المعالي تستطيل علاء
طوقتني طوق السرور فهاك من ... جيد تطوّق بالسرور ثناء
فمتى أقوم بشكر برك سيدي ... والنذر لا أسطيعه احصاء
ويود مني كل عضوانه ... يمسى ويصبح ناطقاً ثنّاء
عبداً ملكتم سامحوه تفضلاً ... إذ كنتم السمحاء والفضلاء
نجل ساحة رافع قواعدها ساطع آيات الكمال. ونقبل راحة جامع فوايدها بالغ آيات الفضيلة والافضال. من نيط بهمته الرفيعة نياط النجوم. فمتى يشاكل أو يماثل. وميط بعزمته المنيعة بساط الهموم. فمتى يساحل أو يساجل. الحايز قصبات السبق فلا يدرك ثناؤه. وإن أرخى العنان. الفايز بوصلات الحق فاستنارت أراؤه. بشموس التبيان. المحدد لجهات مكارم الأخلاق. المجدد لسمات المفاخر على الاطلاق. الحاوي لعلوم آبائه الأكابر وراثة كابر عن كابر. برج سعادة الاقبال. أوج سعادة الأقيال. مطلع شمس العلوم والمعارف. مجمع بحري الحلوم والعوارف. من أوقفت نفسي بأعتابه موقف الارقاء. فارتقيت عن حضيض الامتهان غاية الارتقاء. كيف لا وهي كهف اللائذ. ورقيم القائذ. وصفا الصفا. ومروة المروة والوفا. وعرفات العرفان. ومنى المنى ومظنة الاحسان. لا زالت منهلاً للواردين. ولا برحت مؤملاً للقاصدين. حميد الذمار. أبية الوصم والعار. ولا فتئت كعبتها معمورة ومحروسة. وندوة أنديتها بالفيض مغمورة ومأنوسه. بمنه وإحسانه. وكرمه وامتنانه. ومن شعره قوله في النسيب
أتت تحمل الابريق شمس الضحى وهناً ... ولو سمحت بالريق كان لها أهنى
حكاها قضيب الخيزران لأنه ... يشاركها في الاسم والوصف والمعنى
ترينا الضحى والليل ساج وما الضحى ... وتلعتها من نور طلعته أسنى
مهفهفة الأعطاف حور وخلتها ... من الحور إلا أن مقلتها وسنى
لها كفل كالدعص ملء ازارها ... وقدّ إذا ماست به تخجل الغصنا
عليها برود الأرجوان كأنها ... شقايق أو من وجنتيها غدت تجنى
ولا عيب فيها غير أن مليكها ... براها بخلق يعقب الحسن بالحسنى
تقوم تعاطينا سلافة ثغرها ... على وجل نلنا به المن والأمنا
هي الروح والريحان والراح والمنى ... عليها بها معطي المواهب قد منّا
قصرت عليها محض ودي فلم يكن ... سواها له في القلب ربع ولا معنى
الشيخ داوود بن أبي شافين
البحراني
البحر العجاج. إلا أنه العذب الأجاج والبدر الوهاج. إلا أنه الأسد المهاج. رتبته في الاناءة شهيرة. ورفعته أسمى من شمس الظهيرة ولم يكن في مصره وعصره. من يدانيه في مده وقصره. وهو في العلم فاضل. لا يسامى. وفي الأدب فاصل. لم يكل الدهر له حساما. إن شهر طبق. وإن نشر عبق. وشعره أبهى من شف البرود. وأشهى من رشف الثغر البرود. ومرشحاته الوشاح المفصل. بل التي فرع حسنها واصل. ومن شعره قوله
أنا والله المعاني بالهوى شوقي أعرب ... كل آنٍ مرّ حالي في الهوى يا صاح أغرب
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 305