نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 308
جهات على معروف فضلي فلم يكن ... سواه من الأقوام يعرف مقداري
ولما انتهى إلى هذا البيت في الانشاد قال له وأشار إلى جماع من سادات البحرين وأعيانهم كانوا عنده وهؤلاء يعرفون مقدارك إنشاء الله تعالى رجع
على أنه لم يبق فيما أظنه ... من الأرض شبر لم تطبقه أخباري
ولا غرو فالا كسيراً أكبر شهرة ... وما زال من جهل به تحت أستاري
متى بلّ لي كفاً فليس بأسف ... على درهم إن لم ينله ودينار
فيابن الأولى أثنى الوصي عليهم ... بما ليس تثنى وجهه يد انكار
بصفين إذ لم يلف من أوليائه ... وقد عض نابا للوغى غير فرار
وأبصر منهم حرب جن تهافتوا ... على الموت إسراع الفراش إلى النار
سراعاً إلى داعي الحروب يرونها ... على شربها الأعمار مورد أعمار
أطاروا غمود البيض واتكلوا على ... مفارق قوم فارقوا الحق فجار
وأرسلوا وقد لاثوا على الركب الجثى ... بروكاً كهدي أبركوه لجزار
فقال وقد طابت هنالك نفسه ... رضيّ وأقروا عينه أيّ اقرار
فلو كنت بواباً على باب جنة ... كما أفصحت عنه صحيحات آثار
يشير بذلك إلى همدان وهي قبيلة من اليمن ينتهي إليهم نسب الممدوح وكانوا قد أبلوا يوم صفين بلاء حسناً فروى أنهم في بعض أيامها حين استحق القتل وراوا فرار الناس أغمدوا سيوفهم فكسروها وعقلوا أنفسهم بعمائهم وجثوا على الركب وبركوا للقتل فقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
لهمدان أخلاق ودين يزينها ... وبأس إذا لاقوا وحسن كلام
فلو كنت بواباً على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
وقال فيهم يوم الجمل لوت تمت عدتهم ألفاً لعبد الله حق عبادته وكان إذا رآهم تمثل بقول الشاعر
ناديت همدان والأبواب مغلقة ... ومثل همدان ثنى فتحة الباب
كالهند وإني لم تقلل مضاربه ... وجه جميل وقلب غير وجاب
ذكره ابن عبد ربه في كتاب العقد وهمدان بسكون الميم وبعدها دال مهمله وإن همذان بفتح الميم والذال المعجمة فبلد من بلاد العجم وهي أول عراق العجم وإليها ينسب بديع الزمان الهمذاني في صاحب المقامات الذي اقتفى الحريري أثره فيها وتمام القصيدة يؤخذ من ديوان الشاعر المذكور ولما أتم انشادها كتب إليه الشيخ بهاء الدين مقرظاً. أيها الأخ الفاضل الأعز الألمعي بدر سما أدباء الاعصار. وغرة سيما بلغاء الأمصار. أيم الله إني كلما سرحت بريد نظري في رياض قصيدتك الغراء. ورويت رايد فكري من حياض خريدتك العذرا. زاد بها ولوعي وهيامي واشتد إليها ولهي وأوامي. فكأنما عناها من قال
قصيدتك الغراء يا فرد دهره ... تنوب عن الماء الزلال لمن يظما
فنروى متى نروي بدائع نظمها ... ونظمأ إذا لم نرو يوماً لها نظما
ولعمري لا أزال إلا آخذاً فيها بأزمة أو أبد اللسن. نقودها حيث أردت. ونورها إني شئت وارتدت. حتى كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك. والمعاني تتغاير في الانهيال على جنانك. والسلام. ومن بديع قصايده أيضاً قوله في صباه يمدح وزير البحرين ركن الدين محمد بن نور الدين وهي أول قصيدة أثبتها في المدح وأنشدها يوم عيد الفطر للسنة الحادية بعد الألف
ماذا يفيدك من سوال الأربع ... وهي التي إن خوطبت لم تسمع
سفه وقوفك في رسوم رثة ... عجماء لا تدري الكلام ولا تعي
فذر الوقوف على محاني منزل ... عافٍ لمختلف الرياح الأربع
وامسك عنان الدمع عن جريانه ... في دمنة لا تحمدنك ومربع
الله جارك هل رأيت منازلاً ... عطلت فحلتها عقود الأدمع
واستبق قلباً لا تعيش بغيره ... وشعاع نفس إن يغب لم يطلع
واصرف بصرف الراح همك إنها ... مهما تفرق من سرورك تجمع
كرميّة تذر البخيل كأنما ... نزل ابن مامة من يديه باصبع
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 308