responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 310
أتجشم السلوان عنه تكلفاً ... والطبع يغلب شيمة المتطبع
رجع. ومن غرر قصايده أيضاً قوله يصف حاله وقد ضربته في وجهه سمكة تعرف بالسبيطية فشجته وهو خارج من قرية يقال لها مرى بكسر الميم وتشديد الراء المهملة وبعدها ياء مثناة من تحت متجاوز من بحرين يقال لأحدهما البلاد والأخر نويلي ومعه ابنه حسان ومن تأمل هذه القصيدة عرف سمو مقداره في البلاغة وأخذه برقاب الكلام وتلاعبه بمحاسن المعاني وهي قوله
برغم العوالي والمهندة والبتر ... دماء أراقتها سبيطية البحر
ألا قد جنى بحر البلاد ونويلي ... عليّ بما ضاقت به ساحة البر
فويل بني شن ابن قصي وما الذي ... رمتهم به أيدي الحوادث من وتر
دم لم يرق من عهد نوح ولا جرى ... على حد ناب للعدوّ ولا ظفر
تحامته أطراف القنا وتعرضت ... له الحوت يا بؤس الحوادث والدهر
لعمري أبى الأيام أن باءً صرفها ... بثار امرءٍ من كل صالحة مثر
فلا غرو فالأيام بين صروفها ... وبين ذوي الأخطار حرب إلى الحشر
ألا فابلغ الحيين بكراً وتغلباً ... فما الغوث إلا عند تغلب أو بكر
أيرضيكما أن امرأ من بنيكما ... وأي امرءٍ للخير يدعي وللشر
يراق على غير الظبا دم وجيه ... ويجري على غير المثقفة السمر
وتنبو ينوبٌ عنه أيضاً وينثني ... أخو الحوت عنه دامي الفم والثغر
ليقض امرء من قصتي عجباً ومن ... يرد شرح هذا الحال ينظر إلى شعري
أنا الرجل المشهور ما من محلة ... من الأرض إلاّ قد تخللها ذكري
فإن أمسي في قطر من الأرض أن لي ... بريد اشتهار في مناكبها يسري
طوالع بي صرف القضاء ولم يكن ... لتجري صروف الدهر الأعلى الحر
توجهت من مرّى ضحى فكأنما ... توجهت من مرّى إلى العلقم المر
تلججت خور القريتين مشمراً ... وشبلي معي والماء في أول الجزر
فما هو إلا أن فجئت بظافر ... من الحوت في وجهي ولا ضربة الفهر
لقد شق يمنى وجنتيّ بنطحة ... وقعت لها دامي المحيا على قطر
فخيّل لي أن السموات أطبقت ... عليّ وأبصرت الكواكب في الظهر
وقمت كجدي ندّ من يد ذابح ... وقد بلغت سكينه ثغرة النحر
يطوحني نزف الدماء كأنني ... نزيف طلا مالت به نشوة الخمر
فمن لامرءٍ لا يلبس الوشي قد غدا ... وراح موشى الجيب بالنقط الحمر
ووافيت بيتي ما رآني امرؤ ولم ... يقل أو هذا جاء من ملتقى الكر
فها هو قد أبقى بوجهي علامة ... كما اعترضت في الطرس اعرابة الكسر
فإن يمح شيئاً من محياي أثرها ... بمقدار أخذ المحو من صفحة البدر
فلا غرو بالبيض الرقاق إذا لها ... على العنق ما لاحت به سمة الأثر
وقل بعد هذا للسبيطيّة افخري ... على سائر الشجعان بالفتكة البكر
وقل للظبا مهلاً إليك عن الطلى ... وللسمر لا تهززن يوماً إلى صدر
فلو همّ غير الحوت لي لتواثبت ... رجال يخوضون الحمام إلى نصري
فأما إذا ما عزّ ذاك ولم يكن ... لادراك ثاري منه ما مد في عمري
فلست بمولى الشعر إن لم أزجه ... بكل شرود الذكر أعدى من العسر
أمر على الأجفان من حادث العمى ... وأبلى على الآذان من عارض الوقر
يخاف على من يركب البحر شرها ... وليس بمأمون على سالك البر
تجوس خلال البحر تطفح تارة ... وترسو رسو الغيض مبتدر القعر
لعمر أبي الخطيّ إن بات ثاره ... لدى غير كفوء وهو نادرة العصر

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست