نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 325
عجباً لنعشك كيف لم يره الطلى ... لما غدا يعلو على الأكتاف
عجباً لموعدك المقابر كيف لم ... يودعك بين جوانب وشغاف
عجباً لقبرك كيف لا يعلو على ... القمرين في الاشراق والاشراف
فجيء الأنام عشاً بنعشك سائراً ... فتبادروا أركانه بطواف
وقروا جيوبهم عليك وبادروا ... من حسرة عضا على الأطراف
ومروا من الأجفان سحب مدامعٍ ... تبكي عليك بها طل وكاف
لا غرو إذ كانوا بسوحك في غنى ... عن مربع خضر وعن مصطاف
إن كفنك فإن جسمك لم يزل ... يجتال في بردي تقي وعفاف
أو غسلوك فلن تزال مطهر ال ... أقوال والأفعال والأوصاف
أو حنطوك فلن تزال مطيباً ... طيباً تضوع به قرى وفيافي
صلى عليك الله قبل صلاتهم ... وحباك بالرضوان والألطاف
يا سيد الاباء سمعاً لابنك المض ... نى فقد أضناه طول تجافي
قد كنت بي براً وكنت مواصلاً ... وجميل برك كافل لي كافي
فاليوم مالك قد أطلت تجنبي ... وهجترني هجر الحبيب الجافي
أجفا وما عودتني منك الجفا ... وعظيم حزني ليس عنك بخاف
لا بل طوتك يد البلي ومنعت عن ... رد الجواب لسائل ولعاف
ولو استطعت لك الفداء لكنته ... ووقيت جسمك من ثرى الأجداف
لكنني باق على حسن الوفا ... حتى أراك به على الأعراف
لا زال يتحفك الاله برحمة ... من فضله بلطائف الاتحاف
وعليك مني ما حييت تحيةً ... تغشى ضريحك دائماً وتوافي
هذه قصيدة الشيخ الأجل. التي حنى نورها من روض الأدب المخضل وأعار رقتها أنفاس النسيم المعتل
أودي أخو الاسعاد والاسعاف ... فتيقظ العاني ونام العافي
أودى فما المجد الأثيل من العلى ... أولى بصوب المدمع الزراف
وتجاذب الأحداث أهداب المنى ... جذلاً برحلة سيد الأشراف
من آيس الأخلاق من درك المنى ... وأباك نقض أفاضل الأسلاف
من يعتفيه المجتدى بعزيمة ... ثقة بنائله الكفيل الكافي
من لم نجد من غيره منّاً بلا ... منّ ولا وعداً بلا اخلاف
ما اخضر روض علائه الأعلى ... سحب الندى وجداول الأسياف
ما دام انصاف الزمان يد الورى ... والدهر ليس بدايم الانصاف
فمضى ومن درر المدايح عزه ... مثل السماء مكوكب الأطراف
أبقى الجفون سحائب منهلة ... ومضى مضيّ البارق الخطاف
يا من إذا ما استنهضوه لحادث ... نهض الغمام مهدل الأكناف
ومتى تربع للعطاء بمحفل ... وقف الزمان هناك للاتحاف
سعدت بك الآلاف إلا أنه ... كان الندى بك أسعد الآلاف
كم ماجد نسل الزمان جناحه ... قد رشته بقوادم وخوافي
صدروا يجرون الذيول غنى وقد ... وردوا عليك عواري الأكتاف
أغفو هنالك في ظلال بشاشة ... عنها عيون الحادثات غوافي
مزقت أسداف الشدايد عنهم ... بعزايم ككواكب الأسداف
فلأبكين عليك يا بحر الندى ... بمدامع كجواهر الأصداف
فلئن بقى للمجد عندك ذمة ... فعليّ ابنك بالأذمة وافي
أبقيت منه للمعالي ماجداً ... فرساً تلافاهنّ قبل تلافي
قمراً تركت لهالة وغزالة ... لطفاوة ومهنداً لغلاف
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 325