نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 336
السيادة التي سواها الله من طينة الشرف والحسب. وغرس دوحتها الطيبة بمعدن العلم الزاكي والنسب. سيادة العالم الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام. وتخضع لفصاحته وبلاغته صيارفة النثر والنظام. وجملة الأقلام. كلما خطب أو كتب. وإذا استطار بفكره الوقاد سواجع السجع الثالث عليه من أوكارها ونسلت من كل حدب. وحكت بانسجامها السيل والقطر في صبب. الفقيه العالم العلم. والمحصل الذي ساجلت العلما لتدرك شاؤه فلم. سيدنا الفقيه الحافظ حامل لواء الفتيا. ومالك المملكه في المنقول والمعقول من غير شرط ولا ثنيا. أبو العباس سيدي أحمد ابن محمد المقري أبقاه الله للعلم يقتنص أبكاره. ويجني من روضه اليانع ثماره. وسلام عليكم ورحمة الله وبركاه. كتبه المحب الشاكر عن ود راسي العماد. ثابت الأوتاد. مزهر الأغوار والأنجاد. ولا جديد إلا الشوق الذي تحن إلى لقياكم ركايبه وترتاح. وتحوم على موارد الأنس بكم حوم ذات الجناح. على العذب القراح. جمع الله الأرواح. المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهناء. وارتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى وقد اتصل بالمحب الودود الذي رأفت من سواد النفس وبياض الطرس سيئاته. وأرانا معجز أحمد فبهرت آياته. وخبا سقط الزند لما أشرقت من سماء فكركم آياته. فأطربنا بتريد طيور همزاته. على أغصان ألفاته. وعوذنا بالسبع المثاني بناناً أجادت نثر زهراته. على صفحاته. ثم مررنا بتضاعيفه بسوق الرقيق. فرمتا السلوك على منحاها فعمي علينا الطريق. وقلنا واها على سوق ابن نباته وكساد رقيقها. واستلاب البهجة عن نفيس دررها وأنيقها لا بسوق نفق فيها سوق الغزل. وقد ألقينا السلاح وجنحنا للسلم. وتهيأنا للسباحة فوقفنا بساحل الميم. وسلمنا لمن استوت به سفينة البلاغة على الجودي. وأبنا والحمد لله على السلام بالفهاهة والعي. وقلنا مالنا وللانشا. وهو فضل الله يؤتيه من يشاء. وعذراً أيها الشيخ عن البيت الذي عطست به أنف الصبا فقذفت به البديهة على الفم. وشرقت به صدر قناة القلم كما شرقت صدر القناة من الدم وأما ما تحمل الرسول من كلام. في صورة الملام. لا بلد مدام. به سلاف المحبة كان وجام. فلا وربك ما هي إلا نفحة هززنا بها جذع أدبكم كي يساقط علينا رطباً جنيا. ويهمي ودقه الربع المحيل من أفكارنا وسمياً وولياً. فجاد وروى. وأجاد فيما روى وأحيا من القرائح ميتاً كان حديثاً يروى. وطرساً بين أنامل الأيام ينشر ويطوى. أحيا الله قلوبنا بمعرفته. وبنواسم رحمته. وعرج بأرواحنا عند الممات. إلى المحل الأخص بالمؤمن من حضرته. إلى غير ذلك. وأما شعره فمن مطولاته قوله يمدح سيد الوجود. وغوث المنجود. صلى الله عليه وعلى آله أرباب الكرم والجود. وتخلص إلى مدح السلطان المنصور. صاحب المغرب المذكور. وهي من أطول القصائد
هم سلبوني الصبر والصبر من شأني ... وهم حرموا من لذة الغمض أجفاني
فهم أخفروا في مهجتي ذمم الهوى ... فلم يثنهم عن سفكها حبي الجاني
لئن أترعوا من قهوة البين أكوشي ... فشوقهم أضحى سميري وندماني
وإن غادرتني بالعراء حمولهم ... لقى أن قلبي جاهد أثر أظغان
قف العيس وأسال ربعهم أية مضوا ... اللجزع ساروا مدلجين أم البان
وهل باكروا بالسفح من جانب اللوى ... ملاعب أرام هناك وغزلان
وأين استقلوا هل بهضب تهامة ... أناخوا المطايا أم على كثب نعمان
وهل سال في بطن المسل تشوقاً ... نفوس ترامت للحمى قبل جثمان
وإن زجروها بالعشيّ فهل ثنى ... أزمتها الحادي إلى شعب بوان
وهل عرسوا في دير عبدون أم سروا ... يؤم بهم رهبانهم دير نجران
سروا والدجى صبغ المطارف وانثنى ... بأحداجهم شتى صفات وألوان
وأدلج في الأسحر بيض قبابهم ... فلحن نجوماً في معارج كثبان
لك الله من ركب يرى الأرض خطوة ... إذا زمها بدناً نواعم أبدان
أرحها مطايا قد تمشى بها الهوى ... تمشي الحميا في مفاصل نشوان
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 336